مساحة إعلانية

نسمات أيلول ال 46...الحلقة 18...حكايتي مع التشيع والشيعة فالإباضية

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 08, 2023
الشيعة

نسمات أيلول ال 46...الحلقة 18...حكايتي مع التشيع والشيعة فالإباضية 

حكايتي مع التشيع والشيعة فالإباضية كانت أصعب وأخطر وأكثر إيلاما من رحلتي تجاه المسيحية والمسيحي!في مصر خاصة بحكم وجود المكون المسيحي وغياب المكون الشيعي فحتى من يضمر كراهية للمسيحي يخفيها تقية سياسية أو إجتماعية، ويعوض ذلك في إظهار العداء للشيعة لعدم وجود ضاغط سياسي أو شعبي، بل بالعكس بسبب سلوك التشيع الصفوي والعدوان الفارسي المختلط جهلا أو عمدا بالتشيع كل ذلك يشجع على إظهار هذه الكراهية، والعكس في البلاد الآخرى حسب التركيبة الطائفية، والموقف السياسي من التغول الإيراني الصفوي بثوب متشيع، أو التغول التركي العثماني بثوب متسنن. 

لك أن أن تتخيل أن التكفير جعل عداوة أبناء المذاهب المختلفة لنفس الدين عداء أشد من عداء المختلف في الدين!
مازلت أمارس التمرد و أتذكر شريط الكاسيت الذي يعدد فيه مولانا أدلة كفر الشيعية وأنهم أخطر من اليهود ويذكر في الكتاب مقتطفات من البحار (كتاب بحار الأنوار) ومن الكافي (توأم البخاري عند الشيعة).
على عكس الخطاب السلفي كان الخطاب الإخواني أكثر انفتاحا وذكرا لمحاولات التقريب بين المذاهب وغالب ظني أن هذا الموقف مبني على التقارب والتحالف بين الإسلام الحركي السني والشيعي وخاصة بعد الثورة الخومينية، لكن للإنصاف أظن أن مرشد الجماعة الأول رحمه الله كان له موقف إيجابي من التقارب المذهبي. 
من نعم الله على عبده أنني أميز منذ مرحلة مبكرة ما بين الفكر والمفكر، الدين والمتدين، المذهب والمتمذهب، الظلم والظالم.

قنوات تبث خطاب قبيح ليست قضيتي أنه مختلف بل قضيتي أنه قبيح سباب لعان بذيء، لا منهج علمي لديه، ومظاهر وخاصة العاشورائية تنفر منها الفطرة قبل أن تخاصمها نصوص الكتاب الحكيم.
خطاب سلفي تكفيري تحريضي طائفي، وقناة الصفا كانت تحمل على عاتقها هذا المنهج وعلى الجانب الآخر قنوات تجهيل و خرافة وطائفية وتكفير وسب!

في ظل هذا المشهد العبثي كنت أتابع مناظرات بعنوان الحوار الصريح بعد التراويح على قناة المستقلة، فإذا بنور يشع من عمامة شيعية تمتلك من البيان أحسنه، ومن فقه الاختلاف أرحبه، ومن حلاوة اللسان ومخاصمة الفحش أوفرالحظ والنصيب.

وجدت دينا هو نفس الدين الذي أعرفه واكتشفت كم تم خداعنا وكم تسبب السفلة والطائفيين في كل المذاهب من تشويه معالم الحقيقة وتكدير صفو التعايش والمحبة.
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام عيني باكيا من شدة بأس ذات البين بين أمة إجابته فضلا عن أمة دعوته، فسعيت لأن ألتمس نورا..

هذا الرجل هو العلامة اللبناني عضو مجلس حكماء المسلمين السيد علي الأمين الذي لم أجد عنده تشيعا عاقلا فقط، بل وجدت إسلاما إنسانيا فيه دعم لمواقفي ضد الإسلام الطائفي الذي يحاصرني وعندما أقول إسلام إنساني أو طائفي فالمقصود الفهم للإسلام.

جزى الله الشبكة العنكبوتية خيرا فقد ساعدتني على التواصل مع مكتب السيد على أحمل قلبا يغمره الحب، وعقلا يئن بعلامات الاستفهام، وكان لسماحة السيد حسن الأمين ومكتب سماحة السيد علي الأمين كل الفضل فجزاهم الله خير الجزاء، ونتج عن الحوار جزء أصيل من كتاب زبدة التفكير في رفض السب والتكفير للعلامة اللبناني عضو مجلس حكماء المسلمين السيد علي الأمين، ونشر الحوار كاملا في كتابي صلاة الإنسانية ثورة حالم في واحة الأريام، فضلا عشرات المقالات إبحارا في هذا الفكر المستنير. 

كلامي عن السيد علي يحتاج كتب وبالأدق عن فكر السيد علي، ليس هذا فقط فقد فتح لي هذا الحوار الباب لأعرف ما جهلت وأقدم بين يدي ربي ما أسترحمه به، وأحتسب ما نالني في هذا الطريق على الله.

تعرفت على الدكتور علي شريعتي رحمه الله وفكره المستنير !
وجدت تفسيرا للقرآن اسمه الميزان للعلامة الطبطبائي وكيف جمع بين تفسيرات أهل السنة وتفسيرات الإمامية والمباحث الفلسفية.

جاءت لي رسالة من عراق الأنبياء تستغيث بعروبتها وإنسانيتها وإسلامها فعرفت من خلالها إخوة عراقيين من أنبل وأجمل ما يمكن، وتعرفت على صوت عاقل يعلنها في وجه القبح والطائفية والقتل على الهوية بأن نبينا يوحدنا ويعصم دماءنا وأن من يطعن بعرض النبي فليراجع عرضه ويترضى على الشيخين أبوبكر وعمر وهو المرجع العربي العراقي السيد الصرخي الحسني.

كتبت لمهرجان الحسين نهج التعايش بين الأديان وناب عندي رئيس المركز الوسطي للتوعية الفكرية أخي مهندس الوسطية كما أحب أن أسميه المهندس حيدر الباوي.

اطلعت على أراء الشيخ شلتوت والشيخ عبدالمجيد سليم والشيخ الطاهر بن عاشور رحمهم الله.

عرفت مدرسة الشيخ العلامة محمد حسين فضل الله وثمرة المدرسة الشيخ ياسر عودة ،سمعت مجدد المنبر الحسيني الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله والشيخ جواد مغنية صاحب الفقه على المذاهب الخمسه.
صاحبت مفكر عراقي أخلاقي من طراز فريد هو الصديق فرقد الربيعي، من خلال الصرخيين عرفت أستاذ مقارنة الأديان المسيحي العراقي العربي الدكتور يوسف قدو الذي شرفت بحواره كمسيحي في كتابي صلاة الإنسانية ثورة حالم في واحة الأريام.

أعلم الخطاب الآخر الذي سماه الدكتور شريعتي تشيع أسود أو تشيع كفر وإلحاد وأعرف ياسر الخبيث وأعرف خرافات بعض الشيعية كما أعرف خرافات بعض السنة ولكن قبلتي ليست هؤلاء.

ذهبت الإباضية أسمع منهم وليست المشكلة أنني مختلف معهم بل أردت معرفة الاختلاف ومعرفة حقي كمختلف فوجدت عندهم كغيرهم مواطن اتفاق ومواطن اختلاف. 

رحلة أدركت فيها كم نحن ضحايا خطاب تجهيلي تكفيري واكتسبت إخوة في الإنسانية وسعيت للسلام من عبد لله السلام


اقرأ على واحة الأريام 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام