27/5/2013
الحرية تلك الكلمة التي سالت من أجلها الدماء.
يولد العصفور حرا طليقا يغني ويغرد ويسبح بحمد من خلقه حرا طليقا
يسبح فى جنبات الكون ، وهو هو ذات العصفور إن وقع أسير قفص مهما بلغت سعته ، تسمع أنينه
وبكاؤه فى محبسه وإن غنّى ، كان غناؤه نواح وبكاء على أطلال حريته المسلوبة.
ومن المستهجن أن السجّان غالبا ما يسعد بحركات سجينه وحزنه وشغفه
للفرار من محبسه والتى غالبا ما تفشل .
إذا أردت أن تعرف قيمة الحرية فإسأل العصفور السجين وإذا أردت
أن تعرف طعم إستعادتها فسأل العصفور الذى نجى من قبضة السجّان .
رضى الله عن سيدي عمر بن الخطاب حين قال :
متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
هناك فى الغابة ملكها يتبختر زهوا ويزود عن عرينه فإذا ما سجنه
السجّان فى قفص الحديقة ، وفقد حريته تحول إلى عبد ينتظر سيده يجود عليه بالطعام إن أطاعه
ويحرمه إن تمرد ، وتحول ملك الغابة إلى أضحوكة بعد فقد حريته !!!
وأصبح مصدر للفكاهة والمرح لزواره الذين يزورنه وهو مكره على
إستقبالهم.
تلك هي الحرية وقيمتها وهذا هو الإستعباد وذله.
الحرية......
هي الكلمة الأولى فى قاموس الحياة
بالحرية حمل الإنسان الأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض
بالحرية رفض إبليس السجود فهلك
بالحرية عصى آدم ربه فغوى
بالحرية تاب آدم لربه فتاب عليه
بالحرية نختار نطيع نعصى نؤمن نكفر
نتكلم نصمت.
تكبر الإنسان وتجبر وأفسد وطغى وإستعبد أخيه الإنسان فضلا عن
إستعباده لغيره من المخلوقات.
صادر الحرية وأكره غيره على العبودية
من أين جاء العبد الأول؟
من أين جاء الأسود الأول ؟
من أين جاء الضعيف الأول؟
ألسنا كلنا لآدم وآدم عليه السلام كرمه ربه
وخلقه حر ؟؟
الإنسان هو من إخترع الذل والإستعباد والتسلط
وما أن تولد حرا حتى تغتصب حريتك وحتى تسترد حريتك لابد أن تضحى هذا هو القانون .
للحرية ثمن إن لم يدفع ستقع فريسة للمستعبد وإن تهاونت فى حريتك فستسرق منك ولصوص الحرّيّات متلهفون
، وما أغلى من الدم ثمنا يدفع لنيل الحرية ؟
أليست شجرة الحرية عنيدة وترفض الماء وتأبى أن تروى إلا بدماء
الشهداء ؟
وكما أن للحرية ثمن لابد من دفعة فإن قبلت الإستعباد فلابد من
دفع الثمن أيضا، من ذل وضيم وهوان وقبول للعبودية.
وصراع الحرية والإستعباد صراع أبدى وسيبقى ما بقيت الدنيا وستتوالى
الجولات وستظل التضحيات
فقد ضحى هابيل بنفسه حتى لا يقتل أخاه فيفقد حريته
وقتل قابيل أخاه ففقد حريته.
فليست الحرية مقترنة بالظلم أو الجبروت
قمة الحرية أن تحافظ على حرية الأخرين ، وأن لا تفرط بحريتك مهما تكبدت
من تضحيات .
انا حر نعم حر ولن أستعبد بعد اليوم ،
حر فى إيماني ، حر فى إعتناق ديني ومذهبي وأفكاري ،
وإن كنت حر فى الإيمان أو الإلحاد فبكل تأكيد حريتي فيما دون ذالك
أمر مسلم به .
حر ما لم أطغى على حقوق الأخريين ،حر ما لم أسفّه معتقدات الأخريين ، حر مالم يتضرر من حريتي غيرى ، نعم أنا حر من العبودية لأي شخص أو فكر.
وأنا كمسلم إخترت هذا المعتقد بحريتي ، فقد وجدت قمة الحرية فى العبودية !!
نعم فى العبودية ولكن ليست عبودية بشر أو فكر أو رجل دين أو كائنا من
كان
بل قمة الحرية فى العبودية لمن وهبني الحرية
فأنا حر وأنا عبد
ليست هناك تعليقات: