في اليوم العالمي للرجل سأكتب عن أزمة الذكورة في أمة تعاني فهم معنى الرجولة
23 فبراير، 2018
1
رسائل عتاب تكررت من بعض الصديقات بسبب قبولهن صداقات بعض الأسماء انطلاقا من وجودهم بصفحتي
وشكوى من ذكورة تتجاوز أحيانا الإسم والسن والمركز ومحتوى الصفحات الذي تفوح منه الفضيلة ولصديقاتي أعتذر فصفحتي ما هي إلا وسيلة للتواصل وتبادل الأفكار وبها آلاف بكل تأكيد لا أعرف عنهم سوى وجودنا في عالم افتراضي يخفي أكثر مما يظهر.
2
في البداية أغراني القلم أن أخرجه من غمده فارسا يُنظر للفضيلة ويجلد الظهور ويمارس أقسى وأقصى أنواع الوعظ ولا مانع من حضور النص الديني وتسفيه الجميع لأنضم لجيش الفضلاء الذي لم يبقى أحد لم ينضم له تنظيرا مما جعل أريامي تثور وتسأل إن كنا جميعا حراسا للفضيلة فمن نعظ إذا؟
3
واصلت الأريام حصاري وسألت لماذا ينتشر التحرش بدرجاته في أمه تعلن في الصباح وفي المساء أنها متدينة ويزداد الأمر أكثر في المجتمعات المنغلقة والتي تدعي تسلفا وعملا بالشريعة؟
لماذا نتصدر سوق المنشطات الجنسية؟
لماذا ننتقد الجنس وهو الشغل الشاغل إن لم يكن الأهم على الإطلاق في ظل اللا هدف واللاهوية؟
ما السر في تلاعب أجهزة المخابرات الخارجية والأمن الداخلية بقضية الملابس الداخلية لتركيع أي صوت طاهر يعاند نجاسة الواقع مستغلة لغيبوبة مجتمعات تعاني من الازدواجية القاتلة؟
4
يا ترى هل أنت من معسكر الوعاظ الفضلاء أم من المرضى؟
سؤال أريامي الأخير غير المسار وحول الكلام من حمل قلم الفضيلة لجلد ظهور المجتمع لحالة من الحساب الذاتي والاعتراف بالمرض ومحاولة ممارسة فضيلة معرفة الخطيئة معترفا بها محاولا التطهر ، وأرقى توبة تلك التي تمد يدك فيها للرفقاء فتنجو وتساعد على النجاة.
5
خلط ما بين الرجولة والذكورة وازدواجية في معايير محاكمة الذكر والأنثى ومجتمعات حتى كهنوتها احتكره الذكور، ومع شدة الوعظ وحضور النص الديني والاهتمام بالدين الفلكلوري تجد السلوك في أدنى مراتبه وربما يتصدره الوعاظ فتمثل الأنثى لهم وللمجتمع الأزمة والمرآة التي يرون فيها حقيقة أنفسهم.
6
لست فارسا من فرسان الفضيلة ولكنني فرد من أفراد مجتمعات أهلكتها الازدواجية ولا أدعي أنني أملك الحلول، فالأمر أكبر وأكثر تعقيدا من مقال أو نصائح كاتبها أولى الناس بها، وما تلك الحروف سوى مصارحة مع النفس وجلسة حوار ذاتي تثير علامات الاستفهام لكل من أراد أن يحاول بنفسه إيجاد الأجوبة اعترافا بالداء وسعيا لتحديد الدواء.
لماذا يفضح الجنس وتفضح الأنثى بالذات حالة الازدواجية سواء في اللهث خلف الأنثى في الخفاء والظهور بقناع مخالف يعتبرها عورة وينتقصها في العلن أو في التعامل مع الشرف أنه شرف الأنثى التي تُقتل من أجله ولا ينال نفس العقاب من لا شرف له من الذكور؟
هل التدين هو الحرمان والمنع والاستعلاء ومعاندة الفطرة أم هو ترشيد للغرائز وتنظيم للعلاقات يرتقي بالجنس من كونه ممارسة بيولوجية حيوانية لتناسب العلاقات الإنسانية وتميزها لتناسب هذا الكائن العاقل صاحب المشاعر وتحفظ له حريته التي لا تتعدى حدود حرية الأخر في إطار بناء إجتماعي إنساني؟
حقيقة دور الدين والسياسة في هذه المعضلة إيجابي أم سلبي وجزء من المشكلة أم من الحل؟
لماذا يتعامل المجمتع مع خطيئة العلاقة بين الذكر والأنثى بمعيار مختلف عن خطيئة من يسرق وخاصة سرقة الأوطان والأقوات والآمال ومن يخون ومن يتاجر بالمقدسات والأوطان؟
علامات استفهام عديدة والأجوبة تحتاج لدراسة نفسية إجتماعية أنثروبيولوجية دينية لرسم ملامح خروج آمن لمجتمعات تسرع في السقوط.
7
الرجولة هناك حيث هذا الذكر الذي يحترم الأنثى ويعيش كإنسان بمشاعره دون كبت ولا تحرش ويتجاوز نظره للأنثى معالم التضاريس البشرية ليتعامل مع نظيرة له في الخلق لا وجود له إلا بها ولا وجود لها إلا به وحيث توجد تلك الأنثى التي تعمل و تعول وتربي وتصنع الرجال من الذكور والإناث، وغفر الله لي ولأصدقائي سقطات الازدواجية التي أُورثناها ومازالت قيودها تأسر العقل وتدمي الروح وجبر الله خاطر مكتشف الحبة الزرقاء التي تعددت ألوانها بعد أن جبرت كسر الذكورة ولعلنا نجد يوما وصفة لجبر كسر الرجولة.
________
اللوحة للفنان العالمي الفلسطيني جمال بدوان
للحصول على كتاب "صلاة الإنسانية" للكاتب "الدكتور عاطف عتمان"
عبر خدمة voo للتوصيل، والمتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:https://goo.gl/rQqyL6أو شرفونا في منفذ كتبنا داخل المقر AlMaqarr Coworking Space الجريك كامبس، وسط البلد.وللتواصل مع المقر عن طريق الموبايل:01068817344
اقرأ أيضا على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: