فن صناعة الأصنام.
قالوا
لنا أن لحوم الكهنة مسمومة لكن القرآن يقول أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا
فكرهتموه، فجعل أخيه هو المقياس، يستوى هنا لحم الراعي مع الرعية..
إشكالية
كبرى أن نخلط بين شخص الإنسان وما يحرم منه وبين فكره ومواقفه وأقواله وحق بل وجوب
نقدها موضوعيا إن وجد طرح عاقل منطقي ينقدها.
على
مدار التاريخ يتم صناعة الأصنام وتلميع أشخاص وطمس معالم آخرين ويحتل الكهنة
وأصحاب المعارف الدينية بجوار الساسة المكانة الأبرز من التضليل عبر حقب التاريخ
المختلفة، فكم من عملاق أثرى بفكره وزلزل العقول بطرحه وترك تراثا مشرقا تم طمس
معالمه، وكم من متواضع في المعرفة عتيد في التقليد والأصولية تم تلميعه، وتظل
السياسة هي العامل الأهم والأخطر في كتابة التاريخ وصياغة الوعى.
لا
للتهجم على الأشخاص أو التجريح وخاصة من هم في ذمة الله يستوى في ذلك كل الأشخاص
ولكن لا قدسية ولا عصمة للأفكار، فالإنتاج الفكري فهو محل الدراسة والنقد.
من
حق أي إنسان أن ينتقد أفكار أي إنسان أخر وقيمة هذا النقد في موضوعيته وأسانيده
وحججه، ومن حق أي إنسان على الجانب المقابل أن يرفض هذا النقد وينقده ويفنده
ويدافع عن الفكر الذي يظن صوابه واستقامته، لكن الإرهاب الفكري عبر صناعة هالة
صنمية وقدسية حول أشخاص معينة هو سمة المجتمعات التي لا ترغب في أن تغادر مكانها
وستظل محرومة من نور السؤال ومتعة التحرر التي حققها التوحيد.
القرآن
يفتح آفاق الحوار فملائكة تسأل والله بجلال قدره يحاور الشيطان ويقيم الحجة وهو
أغنى الأغنياء عن ذلك فيسأل ما منعك أن تسجد إذ أمرتك...
يعرض
القرآن الكريم التهم الموجهة للقرآن ذاته وللنبي صلى الله عليه وسلم ويدور الحوار
لإقامة الحجة وتفتيد الأباطيل..
( لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا . أَوْ تَكُونَ
لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا
تَفْجِيرًا . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ
تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ
زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى
تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ
إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ) الإسراء/90-93.
مع
هذا المنهج القرآني إلا أن البعض يجعل من أفكار وأراء وإنتاج بشر ما هو فوق النقد
والمحاسبة فيصدق القول الذي جهل الغالبية معناه باتباع سنن الأمم السالفة وهنا
الإتباع بخلق أصنام من دون الله تُتَخذ أربابا.
للحصول على كتاب "صلاة الإنسانية" للكاتب "الدكتور عاطف عتمان"
عبر خدمة voo للتوصيل، والمتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:https://goo.gl/rQqyL6أو شرفونا في منفذ كتبنا داخل المقر AlMaqarr Coworking Space الجريك كامبس، وسط البلد.وللتواصل مع المقر عن طريق الموبايل:01068817344
ليست هناك تعليقات: