من لم يرى الإسلام بعيون مذاهبه المختلفة ما أدرك حقيقته ومن احتكر الحقيقة والنجاة لفرقته فكفر مخالفه فقد هوى ، ومن جعل الحقيقة له مذهبا فقد اهتدي ومن سعى للإعتصام بحبل ربه حبا لأخيه فقد نجى .
------
واحة الأريام الليلة تتزين بالفكر الإباضي ، ليس بالضروري قبول كل ما فيه ولا يعنى ذلك عدم الإنتفاع بما فيه وأبلغ فائدة هي معرفة الآخر والنظر من زاوية جديدة
يقول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي :
نحن لا ننكر على أي مذهب دافع عن نفسه وبيّن للناس ما عنده من الحق ودرأ عن نفسه التهم التي تلصق به، ولكن ننكر أن يهاجم مذهب مذهبا آخر مهاجمة غير مبنية على علم وعلى معرفة، بل بمجرد أن يكون هذا منتميا إلى ذلك المذهب يجد المهاجمة ويجد التعصب من قبل الفئة الأخرى أو من قبل الطرف الآخر.
------
ربونا على أننا أهل السنة والجماعة، الفئة المنصورة والصراط والمستقيم ومن سوانا من الفرق الضالة وقود النار، أهل بدع وأهواء وينبغي الابتعاد عنهم مخافة الفتنة، لم يقولوا بالعصمة صراحة كما يقول الإمامية ولكنهم جعلوها حكرا لفهمهم وعلمائهم فأصلوا لعنصرية أورثت تكفيرا وكراهية وما أن كسرت سجونهم حتى رأيت أنوارا مشرقة عند الآخر.
سألت الآخر عن الفرقة الناجية وأنا أعتبر السؤال تحصيل حاصل فالإجابة معلومه أنها فئته وطائفته ومذهبه فإذا به يذهلني ويقول أنها التي تسعى لنجاة إخوتها في الدين والإنسانية وتعمل على جمع الكلمة وإعتصام الأمة.
أليس من الأجدر أن نربي جيلا جديدا على الإسلام بفطرته؟
-------
من الأمور التي تجاوز فيها الإباضية غيرهم من المذاهب قضية قرشية الخليفة، ففي الوقت الذي تقوقعت فيه المذاهب حول هاشمية الخليفة أو قرشيته يتحرر الإباضية لتكون الإنسانية سابقة للعرق واللون وتكون التقوى محل التمايز
------
مصيبة أن تتقوقع حول ذاتك ومصيبة المصائب أن تتقوقع حول فكرك أو عرقك أو مذهبك أو حتى دينك وتختزل البشرية في دائرتك
ليست هناك تعليقات: