8 يناير، 2017
د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..بعد أن عرفتك فكيف أصل إليك ؟ ح6 رحلة الأريام في دين الفطرة لروسو
خاضت الأريام الرحلة برفقة الفيلسوف الفطري جان جاك روسو الذي جعل من الوجدان حكما يميز به وسعى لتوازن مقبول بين الوجدان والعقل ، واعترف بعجز العقل عن إدراك أمور كثيرة وخاصة ما يتعلق بالمنشىء الخالق وجوهره .
توصل روسو لمعرفة نفسه بوجدانه وهو هذا الكائن العاقل الفاعل صاحب القدرة على التفكير والمقارنة والتميز والفعل ، ثم تأمل الكون ونظامه وأرشده وجدانه على وجود قوة وإرادة عاقلة حكيمة بالضرورة أن تكون واحدة هي من تقف خلف هذا الكون البديع .
بعد معرفة الله يصبح الشغل الشاغل على أي الطرق أسير لأحقق الغاية من إيجادي على الأرض تماشيا مع مشيئة المنشىء .
بعد أن عرفتك كيف أصل إليك ؟؟
محطة هامة تلي المعرفة وهنا يرى روسو أن الضمير أو الوجدان صوت الروح والشهوة صوت الجسد ، و يبقى الصراع محتدم بين صوت الروح وصوت الجسد ، لا نعادي الأشرار لأنهم ظلمونا بل لانهم أشرار ، وهذا يفسر العداء للطغاة السالفين منذ قرون مع أن أذاهم لم يلحق بنا ولكنه الضمير الذي ينفر من الظلام ويألف النور .
صوت الضمير المقلق من منا لم يسمعه يوما ؟؟
هناك سر في النفوس أو مبدأ يولد مع الإنسان يطلق عليه روسو الضمير على ضوئه يحكم الفرد على تصرفاته وتصرفات غيره ويميز بين النور والظلام .
ماذا فعل العقل البشري بنا في غياب الضمير والأخلاق وماذا جنينا على أنفسنا وعلى الكوكب بل ومحيطه الفضائي مع هذه النهضة المادية التي أوشك فيها العقل بالعلم على تدمير البشرية في ظل غياب الضمير !!!!
وهبني الخالق الضمير لأحب الخير والعقل لأعرفه والحرية لأختاره .
أفعل الشر حرا بمشيئتي ثم أطلب من الخالق أن يغير مشيئتي !!
أطالبه أن يفعل ما أنا مطالب بفعله وأنا أتقاضى الأجر ؟؟؟
منطق عجيب لا يعرف للزراعة طريق وكله إنتظار لحصاد وفير !!
نيتي حسنة لكني لست معصوما ومهما بلغت أظل محدود النظرة والعلم ، نسبي الحكم .
الآراء التي تبدو لي في غاية الصحة قد تكون أكاذيب فكما أسلف روسوا أن الحقيقة في الأشياء وليست في حكمي عليها .
حاولت جهدي إدراك الحق لكن منبعه أبعد مني بكثير ، خانتني قواي وعجز عقلي كثيرا وما بقي من علامات إستفهام أضعاف ما تمت إجابته ، على الحق اذا أن يقترب مني ويدلني به عليه .
خلاصة تلك الرحلة الوجدانية البوصلة ، العاقلة السبل ، أن قلبي خر ساجدا لهذا الإله الحكيم الواحد الخالق وأن عجزي عنه دلني عليه وأن هذه الدنيا وتلك الرحلة لهذا الكائن العاقل الحر الفاعل لها تكملة أخرى تستقيم فيها الموازين التي ربما تبدو مختلة بالنظرة القاصرة السطحية للأمور .
ربما تلك الحقيقة الفطرية والتي لا توجد فرضية أخرى أفضل منها يسكن لها الوجدان ويطمئن ، ويقبلها العقل ، إيمان بالخالق الحكيم القديم الباقي الجميل الكريم الحليم وباليوم الآخر .
هل يمكن وصف القلب الذي تستقر به حقائق الإيمان هذه بالكفر ؟؟؟
ليست هناك تعليقات: