مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..يا من صعدت منبر رسول الله هل ضللت؟ من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان ديسمبر 13, 2016


منذ فترة كان لي حوار مع الحدث الذي صعد المنبر وردد محتوى شريط كاسيت دون وعي ، وكان كل كلامه قرآن وحديث يدعو للكراهية ويحرم الحب ويلفظ الآخر ويحض على كراهية المسيحيين غيرة للدين ونصرة لله سردا لآيات القتال وتشويها للولاء والبراء 
بئس الاستدلال فلقد فرق بين النصوص وأخذ ما يدعم ما يذهب إليه وترك السياق وتجاهل النصوص التي تناقض ظاهرا - وحاش لكلام الله التناقض - ما استدل به ولكن عقلي رفض طرحه وفطرتي كرهت سبيله ، واحمر وجه الأريام غضبا وتبعته خارج المسجد ، ولم يكن حوار لأنه لا يملك أدواته بل حاصرته الأريام ويحمد له الصمت ومن ثم الاعتراف أن ما ساقه على المنبر يخص حالة الحرب لا المعاهد ولا الذمي ولا المواطن. 
الأريام ترى القرآن كالماء من عدة وجوه فهو الحياة ولا حياة بدونه وهو الطهور الذي لا يقبل شائبة وهو الكل المتكامل الذي يفقده الإجتزاء ذاته ، فلو تجزأ الماء لأصبح شيئا أخر من أكسجين وهيدروجين لا يروي أي منهما ظمأ ، وكذا القرآن لو إجتزأت آياته أضلت وهو الهداية .
سألته كيف تربط إيماني بكراهية النصراني وأنا أحب نصرانية وأهلها راضون وكأنني في فرنسا ، فهل تجوز لي أم لا؟
 ولا تقل لي أمة مؤمنة خير من مشركة فإني أحبها ولا تقل لي أدخلها الإسلام فهي مقتنعة بمعتقدها وأنا رجل شرقي ومسلم و لن أتركها تذهب للكنيسة وحدها بل أذهب معها حتى تنهي صلاتها وأعود بها هل يجوز لي الزواج منها أم لا؟ 
وكيف أجمع بين كراهيتها التي تدعوني إليها وبين حبي لها؟ 
أما أهلها فقد أصبحوا أهلي عند فرحي وفي حزني فكيف أكرههم؟ 
أما عن عملي فأعمل مع مسيحي يعطيني خمسة آلاف في الشهر فهل مالي منه حلال ؟
وكيف أرد تحيته وهو لا يترك عيدا ولا فرحا ولا عزاء إلا وتصدر الصفوف ، وحسب فهمي كمسلم فلست داعية ولا عالم علي رد التحية بمثلها أو أحسن منها؟!!
عندما أتصفح المصحف أجد طعامي حل لهم وطعامهم حل لي فكيف أستطعم طعامه وقلبي وفق شروطك للايمان له كارهه؟ 
كيف بي وأنا أقرأ في القرآن عدم النهي عن البر بالمسالم الذي لا يعاديني في ديني ولا يخرجني من وطني ولاحظ معي لفظ تبروهم وحسب علمي البر لم يذكر إلا مع الآخر المسالم والوالدين؟ 
قرأت كمسلم عادي تفصيل معاملة الآخر في كتب السير والفقه وذهبت للآيات التي ذكرتها من النهي عن المولاة للعدو المقاتل وليس المعاهد أو الذمي أو المواطن ووجدت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم حجيج من يؤذي المسالم؟ 
هل الولاء والبراء عقيدة أبرأ فيها من كل عقيدة تخالف معتقدي أم معاملة؟ 
ألم يوجب النبي محمد عليه الصلاة والسلام على نصرة أخي العقائدي الظالم برده عن ظلمه والإنتصار للحق ولو كان للمخالف العقائدي؟ 
ماذا لو أنا مسيحي مواطن أسكن جوار المسجد وأستمع لخطبتك المبتورة ولغة تعاليك وكراهيتك هل هذا هو الدين الذي تدعوني إليه؟
يا من صعدت منبر رسول الله هل ضللت؟ 
فبين لي ضلالي ورد على تساؤلاتي أم ضللت أنت وأضللت وأسأت لي ولديني؟

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام