مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب. ....قلم مجنون

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 05, 2015


عندما يكبل الحرف بالقيود و عندما يسجن الفكر كمدا أو خوفا أو يأسا
عندما تنتهك عذرية الكلمة وتباع وتشترى و عندما تسود لغة المصالح ويعلو صوتها
عندما تتوه الأديان ويمتطيها الساسة و عندما يصبح المتنفس في المراحيض
عندما تقود المجتمع الحانات و عندما تجوع البطون وتفقد النفس الأمان 
عندما يمسخ الإنسان فيصبح أشباح ، عند ذلك يصبح الصمت أولى من الكلام .
قال العارف ببواطن الأمور إبتعد عن 5 جهات 
وبعدها منبري مرحاض عمومي من يدفع ثمن التذكرة
فأهلا ببوله متى وأين شاء !!!!!
أحييك على الوضوح وعلى حسن تقديرك للأمور 
فصاحب الجنيه به مهموم وبزيادته والحفاظ عليه ملهوف وكل الخوف ممن لا يملكه ففاقده قاتل مقتول ، الحقيقة واضحة والحق معلوم ولكن عجبا لتلك النفوس على الخاص وفي الكواليس وعلى المقهى وفي الأحاديث حديث وأمام الكاميرات وفي مواجهة الجماهير وعلى الصفحات والأوراق حديث غير الحديث ووجوه كالحة غير الوجوه وسحر وكهانة وتدليس والحجة حاضرة يا عم كل عيش وسيبني أعيش وخاف على نفسك وكفاية تهجيص .
قمة البراعة في التهليس والسفسطة بمعناها الخبيث 
فاقلب الحقائق وإحتكر الحق وخون وفسق وكفر ما دمت ستربح في النهاية وتصادق اللحلوح 
تاجر بالدين بالفكر بالوطن بالأخلاق بالأعراض وأسكر العقول فلا أمل في شعوب من العبيد فلن تصلح الكون ولن تغير شيئا فلا تحارب طواحين الهواء وتصبح في أحسن الأحوال مجنون.
فكل حياتنا مراحيض والذكي من جمع من خلف ذلك ما يكفيه ويضمن له أن يعيش في رغد العيش والمعيش 
ماذا كسبت وأين أصبحت وإلى أين تسير ؟
لا تدار فشلك الزريع بمثالية وعجز عن فهم الأمور وخبرني أي شيء في هذه الحياة تشتريه بغير النقود 
كف عن فلسفتك وإلتحق بركب الناجحين فأنت تمتلك الكثير من قلم ولسان وليونة الثعابين ولكنك أنت من تصر على الفشل فدعك مني وإلحق بالركب أو عليك بمستشفى المجانين .
وما هذا الحنظلة الذي أنت به موهوم ألم تتعلم الدرس أم إنك حقا مجنون ؟
تلك فلسفة الناجحين ووصفة من حكيم ولكن هيهات أن يقبل النصيحة مجنون فهو مع كل خسارة في السوق 
يأبى أن يفيق 
فقد أخذ العهد على نفسه يوما -وهو مجنون مازال يفي بالعهود -إن شعر بقلمه عن الحق يحيد أو أن لسانه بالمسكرات والخمور يفيض أن يكسر القلم ويحبس اللسان و يتوضأ بمداده الوضوء الأخير ويخر ساجدا في المحراب ينتظر الفرج فرجا أو الرحيل 
ولا يطمع بدمعة من عدو أو حبيب فدمعته هي الصديق والأنيس عساها تغسل عن قلبه ما أصابه من رجس السنين وتغسل عن عقله تهمة الجنون والمجون حتى يحين الموعد المحتوم
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام