وقت الحصاد أسعد الأوقات
عندما بدأت أتناول المعضلة السنية الشيعية حدثني صديق على الخاص رافضا هذا النهج ومحذرا لي وطلب أن لا أخوض بتلك المنطقة ، فلست بأعلم من المشايخ ولا العلماء الذين فشلوا في بلوغ هذا الهدف وحذروا من الشيعة ، وحدثني عن معاشرته ومشاهدته للشيعة -ذلك الحكم على الشيعة وليس التشيع-
قلت لصديقي لست عالم دين ولا محقق ولا أدعوا لمناظرة ولا لهزيمة فكر أو معتقد أمام الآخر بوجه عام ، فليس ذلك بسبيلي بل أنا داعية حوار وتواصل ومعرفة الآخر من خلاله هو وبعينه هو ، هدفي الأول قبول الآخر لي وقبولي له وإحترامه لي وإحترامي له والتعايش في ظل دولة وطنية عادلة وتحقيق صلة رحم حواء وعمارة الأرض .
إن كان الآخر قضيتي معه مذهبية فأطمح للتقارب وفق العودة للأصول وإعلاء الدين على المذهب وبعد إقامة الحجة يبقى الفصل يوم الفصل وتظل دماء وأعراض وأموال الآخر العقدي أو المذهبي حرام .
تمر الشهور وإذا بصديقي ينشر صورة أمس للصلاة الموحدة بين الشيعة والسنة في جامع الفاتح في البحرين فرحا مستبشرا داعيا لوحدة الأمة .
لا أخفيكم كانت أسعد لحظاتي ، لحظة الحصاد وتغيير المفاهيم ولو لنفس واحدة ، فتلك النفس يمكنها حفظ أنفس أو إزهاق أرواحها .
ولعامة المسلمين أقول إستشهد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ودين المسلمين واحد حتى مع خصومه لم يختلفوا على عقائد وكان الخروج العقائدي الأول للخوارج الذين كفروا مخالفيهم .
لم يختلف شيعة علي مع من خالفوه على عقائد ومعظم إن لم يكن كل أهل السنة يقرون أن أبا الحسنين كان على الحق وخصومه بغوا عليه .
وسأكررها ديننا واحد وربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد ومن يرفض ذلك أو يطعن فيه فليس منا ، وأمر مظالم الفتنة أصبح تاريخا وأبطاله في ذمة الله وحسابهم عليه سبحانه ، فدعونا نعود لما إستشهد عليه أمير المؤمنين من دين وهو دين محمد وصحبه وآل بيته .
نهج البلاغة -
خطب الإمام علي (ع) - ج 3 - ص 114ومن كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقتص
فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين : ((وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام،
والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان
بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان
ونحن منه براء ))
ليست هناك تعليقات: