مساحة إعلانية

النهج الإيراني لا يمثل المذهب الشيعي كما أن داعش لا تمثل السنة ح6 مع سماحة العلامة السيد علي الأمين

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 29, 2015

نواصل الحوار مع سماحة السيد العلامة علي الأمين والحلقة السادسة من الحوار سماحة السيد الدم وحرمته لن أقول دم المسلم سني أم شيعي بل أقول دم الإنسان وحرمته في المذهب الجعفري كيف ترونها ؟ وهل فعلا قتل الشيعي للسني تقرب إلى الله ؟ وماذا تقول لمن يجهر من الشيعة بذلك وهل لهذا سند في صحيح المذهب ؟

إن القاعدة الشرعية المعمول بها في الدماء هي حرمتها وعصمتها إنطلاقاً من قول الله تعالى
(من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) 
بلا فرق بين مسلم وغيره، وقتل النفس هو من أعظم المحرمات فكيف يكون من الطاعات والقربات؟ 
ولا نعرف قائلاً بجواز قتل النفس لمجرد الإختلاف بالرأي،وما سمعنا به في آبائنا الأولين،وهو من الدعايات التي يقصد بها التشويه وزرع العداوة بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين غيرهم من غير المسلمين، وهو إن كان موجوداً أو تفوّه به متفوّه فصاحبه من المجرمين الذين ليس لهم حظّ من علم ولا دين ، أو هو من سلك المجانين، وهو قول مخالف للضرورات الدينية والعقلية ولكل المبادئ والقيم الإنسانية، ويتعجب المرء من سماع مثل هذه المقولات الباطلة ذات الغايات الفاسدة، والأعجب منها كيف يمكن للبعض أن يصدق بها والمسلمون قد عاشوا معاً قروناً مضت وفي الحاضر وبينهم الروابط العائلية والزواج المختلط، وعلى سبيل المثال ففي وطننا لبنان تكاد لا تخلو عائلة سنّية أو شيعيّة من أواصر القربى بينهما من خلال التزاوج،فهناك عشرات الآلاف من حالات الزواج المسجّلة في المحاكم الشرعية السنّية والشيعية، فالولد الشيعي له جدّ سنّي وخال سنّي، والولد السنّي له جدّ شيعي وخال شيعي،وقد يوجد للشيعي أخ سنّي وبالعكس.

سماحة السيد حال الأمة لا يخفى عليك ولايمكن أن أترك تلك الفرصة الثمينة دون أن أخوض في جراحنا النازفة ، لبنان ومعضلة حزب الله ، قتال الحزب في سورية في ثورة تم تعمد تحويلها لصراع طائفي ، العراق والميلشيلت المسلحة وداعش ، اليمن والبحرين ودور إيران في المنطقة ، نريد من سماحتكم إلقاء الضوء حول تلك الأحداث ؟ وخاصة من سورية واليمن والعراق الأكثر إشتعالا اليوم ؟


إن إسقاط العناوين الدينية والمذهبية على الصراعات الجارية في المنطقة يزيد من الإحتقانات الطائفية والعداوات بين أبناء الأمّة الواحدة ويهدد وحدتها وعيشها المشترك.
ونحن نرى أن جذور الصراع هي سياسية وإدخال المذاهب فيها هو للإستقواء بالعصب المذهبي والديني لجمع المزيد من الأنصار والأتباع، ونحن نجد أن السبب الرئيسي في ظهور الطائفية العنيفة في مجتمعاتنا يعود إلى الصراع على السلطة والنفوذ بين الأحزاب الدينية و الجماعات السياسية ودولها في الداخل، وقد زاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة خصوصاً بعد اندلاع الأحداث السورية واستمرارها بدون حلول فانتقلت اليوم إلى العراق لوجود المناخ لها بسبب سياسة الحكومة العراقية . وقد عاش السنة و الشيعة مع كل الطوائف والقوميات إخوانا في مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة وسيبقون كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكانوا يختلفون في قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الإجتهادات التي لم تمنعهم من إقامة الروابط العائلية، ولم يؤثر ذلك على حياتهم المشتركة، لأنه لم يكن هناك صراع على السلطة و الحكم. ويقف المرء متعجّباً أمام هذا التحشيد الطائفي على الرغم من أن منطقتنا في تعددّها الطائفي وتنوّعها الديني والقومي تعدّ فقيرة من حيث التعددّ والتّنوّع بالقياس إلى أمم كثيرة ودول عديدة في العالم، ففي اميركا وحدها يقال بأن فيها ما يقارب أربعماية جماعة دينية وطائفة، وفي الهند يقال بأن فيها ما يتجاوز الألف من الطوائف والقوميات تتعايش معاً، فما بالهم لا يتصارعون، ولا يقتل بعضهم بعضاً، ولا يطلبون التقسيم والإنفصال عن بعضهم في العصر الحديث ؟!
. فما بالنا نحن المسلمين اليوم، ونحن نزعم بأننا الورثة لخير أمّة أخرجت للناس ! 
و نحن من خلال واقع التاريخ والحاضر نرى أن نهج الدولة الإيرانية لا يمثل المذهب الشيعي، ولا يمثّل كلّ الشيعة، ونهج داعش لا يمثل المذهب السنّي، ولا يمثّل كلّ السنّة، وليس هناك من ثورة للسنّة على الشيعة، وليس من ثورة للشيعة على السنّة، ولكن كما قلنا هناك احتقانات طائفية ولدتها الصراعات القائمة في المنطقة على النفوذ والسياسة من دول وأحزاب تطغى أصواتها على مذاهبها وطوائفها لأنها هي الموجودة وحدها في الواجهة في ظلّ تغييب صوت الإعتدال، ولكن على كل حال لا يصح اختزال الشعوب والمذاهب بدول وأحزاب وجماعات، فإن حزب الإخوان المسلمين في مصر هو من أكبر الأحزاب الدينية في مصر والعالم الإسلامي ولكنه لم يكن ممثّلاً لكل الشعب المصري، ولم يكن أيضاً ممثّلا لرؤية المذهب السنّي في العالم الإسلامي.

وماذا ترى بشأن ماتم مؤخرا بصنعاء من قبل جند الله ؟

 إننا نرى في أحداث اليمن تصعيداً خطيراً يهدد الأمن والإستقرار في اليمن والمنطقة وينذر بمزيد من الإحتقانات الطائفية في الأمّة،وإن من حق الحركة الحوثيّة أن تكون حركة سياسية لها مطالب في السلطة والنظام ومن حقها السعي الى تحقيق مطالبها بالوسائل السلميّة السياسية التي يقرها النظام والقانون، وليس لها أن تفرض مطالبها بقوّة السلاح، فإن الخروج المسلّح سيؤدي حتماً إلى ايقاظ الفتن النائمة وهي حالقة للدّين وحارقة للدنيا وذلك هو الخسران المبين.
 والمطلوب من الحوثيين وغيرهم  أن يتخلوا عن المواجهة العسكريّة فيما بينهم،وأن يبتعدوا عن التحرّكات التي تؤدي إلى النزاعات وتعطيل النظام،وعليهم أن يدخلوا جميعهم في العمليّة السياسيّة والإلتزام بمرجعيّة الدولة والمؤسسات،والحفاظ على الوحدة الوطنية والسّلم الأهلي الذي يشكل القاعدة في عمليّة الإصلاح والتطوير.


سماحة السيد تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تشيع سني أو تسنن شيعي وتفتح له الفضائيات وليته يتكلم عن المزايا التي وجدها في المذهب الأخر لكن يتحول الأمر لسب وتسفيه للآخر مما يزيد الكراهية أليس من الأولى بنا حمل رسالة الإسلام لمن لم تصله ؟
أليس من الحري بنا أن نعود لما قبل التمذهب وإلى نبع الوحي الصافي مع إحترامنا لمذاهبنا وما يبقي محل إختلاف في فهم النص نتعاذر فيه  ؟


إن التّعصّب للمذهب هو الآفة وراء هذه المظاهر التي نشهد بعضها على بعض الفضائيات التي تروّج للعودة بنا إلى العصر المظلم من صراع المذاهب، وقد ترك البعض الدعوة إلى الدين ومبادئه وقيمه وانتقل إلى الدعوة للمذهب والحزب والشخص وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ! مع أنهم بذلك قد خرجوا عن طريق الأئمة من السلف الصالح الذين اقتصرت دعوتهم إلى الله كما في قوله تعالى 
(ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).

ونحن كان لنا موقف منذ سنوات عديدة رفضنا فيه ما يسمى بالدعوات المذهبية لأنها تحدث الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وهو أمرٌ كما قلت قبل قليل لم يعتمده السلف الصالح من الأئمة والعلماء وهو من إدخال المذاهب في عالم السياسة وليس له علاقة بالدين لأن الدين الإسلامي هو النهر العظيم الذي يجمع بين ضفتيه كل المذاهب التي تشكل مصدراً لثروتنا الفكرية والفقهية وكلها تعبر عن آراء واجتهادات في فهم الشريعة ومعرفة مقاصدها، وقد ورد في الحديث (لإن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس) والهدى أن تخرج الإنسان من ضلالته إلى الإيمان ومن الإثم والعدوان إلى البر والإحسان وليس بإخراجه من مذهب إلى مذهب.
--------------------
في الحلقة الأخيرة 
إستبدال الصراع العربي الإسرائيلي لصراع سني شيعي وبوادر الحرب المذهبية الشاملة ، من يؤجج تلك الحرب ومن المستفيد ؟
لآخر سواء كان عقائديا أو مذهبيا ، الإنسان بمعنى أشمل ..أين يقع الآخر في فكر سماحتكم ؟
كيف نتعايش مع الآخر ونقبله دون تفريط في ثوابتنا ؟
كيف نحقق خلافة الله في أرضه ونعطي رحم حواء صلته ؟
سماحة السيد قبل أن أختم حواري أتطرق لامر مهم وهو التقية وما يردده البعض أنها عقيدة لدي الشيعة وبالتالي كل كلامهم حتي الجيد منه مرفوض لأنه تقية ..ما مفهوم التقية وحدودها وهل للعالم وخاصة من هم محل تقليد أن يتقي فيضل من يقلده  ؟
ولدينا في المذهب السني قضية الإمام أحمد وكيف رفض رخصة الإكراه لأنه يعلم أن قوله سيتبعه غيره فهل هناك نموذج مماثل في المذهب الشيعي  وقد كان سيدا شباب اهل الجنة نموذج لرفع راية الحق ولو على رقابهما ؟
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام