مساحة إعلانية

فلنعلن الغضب الإنساني

عاطف عبدالعزيز عتمان أكتوبر 20, 2020
15/1/2015

تكرار سيناريوهات الرسوم المسيئة وردات الفعل الأكثر إساءة يقود لعواقب وخيمة على البشرية والسلام الإجتماعي العالمي 
 
فلنعلن الغضب الإنساني.

سأخرج عن دائرة كوني مسلم وربما أغادر عباءة الأديان لبضع دقائق أثناء كتابتي لتلك السطور عسى أن أصل بموضوعية للعقلاء من كل الأطراف.
إن لعبة الإساءة للأديان والعقائد والرموز الدينية تستخدم بخبث لإستثارة ردود أفعال عنيفة تحقق مخططات خبيثة فاللعبة تشبه الثور والثوب الأحمر !!

من المستفيد من مسلسل الإساءة للعقائد والأديان ؟

إن نبي الإسلام محمد بن عبدالله يؤمن به ويعظمه ما يقرب من مليار ونصف مليار إنسان على وجه الأرض، فبأي منطق لا نحترم معتقد ومشاعر هذا العدد الضخم؟
إن الإساءة للأديان والأنبياء وخاصة الإسلام في تلك الأيام تخدم من ؟ 
هل ترفع من شأن الديانات الأخرى ؟
 هل تقلل من حب المسلمين لنبيهم ؟
أم أن الحصاد الوحيد المر هو ازدياد الكراهية والصراع مع الآخر وإشعال الأرض بفتن لن تترك أخضر ولا يابس .
 
ربما من ينشرون الرسوم معذورون !!!!
 
لا أريد أن تفهم تلك الكلمة أنها تبرير ولا أن تشغلنا عن جوهر الرسالة التي تحملها تلك الكلمات، فعمل هؤلاء مرفوض ومدان إنسانيا وأخلاقيا، وأوجه النداء  ليعلن الجميع الغضبة الإنسانية ضد الإساءة للآخر مهما كان، تعلنها الحكومات وتشريعاتها وترفعها الأقلام والمنابر الإعلامية ورجال الدين وكل صاحب عقل .

هوية من ينشرون الرسوم المسيئة ..

هؤلاء الناس، إما مأجورين وحاقدين ويدفعون العالم للهاوية وهنا دور الدول والقوانين ومنظامات حقوق الإنسان أن تغضب غضبا إنسانيا يحمي البشرية من نار هؤلاء ويحفظ على الناس عقائدهم وأديانهم .
وإما مضللين يجهلون من هو محمد بن عبدالله وهنا هم معذورون لأن الصورة التي يرسمها الإعلام الصهيوني العالمي بما فيه بعض المسمى عربي وإسلامي، فضلا عن انحراف مجمل المسلمين عن حقيقة الإسلام يقدم صورة مشوهه للإسلام، فربما هؤلاء لا يعرفون محمدا إلا من خلال القتل والذبح والتخلف الإقتصادي والعلمي والثقافي ولغة الكراهية، فهم يحكمون على محمد من خلال أدعياء محبة محمد، وهنا يتحمل المسلمون الخطيئة وهم المجرمون والمسؤولون عن تشويه صورة رسالتهم أمام الآخر، ومن هنا أصرخ على المسلمين فلتعلنوا الغضب على أنفسكم، فلتعلنوا الغضب الإنساني .

إن المسلم من الناحية العقائدية تستوى الإساءة لمحمد بالإساءة للمسيح والكليم وسائر الأنبياء فحرمتهم واحدة والإيمان بهم واحد .
إن المسلمين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا واستحل بعضهم دماء بعض ودماء الآخر وتركوا الإسلام ورسالته واتبعوا أهوائهم ومذاهبهم ومشايخهم فكانوا الصورة المظلمة للرسالة المضيئة.
 
قد آن الأوان ..

قد آن الأوان ليعلنوا الغضب على أنفسهم نصرة لنبيهم ولدين ربهم وحملا للأمانة ونشرا لنور النبي محمد ورسالته للبشرية، من يرفضها إعتقادا سيقبلها معاملة وسلاما يقي البشرية الظلمات المهلكات . 
من حق المسلمين أن يغضبوا لنبيهم ولكن الغضبة الأولى يجب أن تكون على النفس بأن يعرفوا نبيهم أولا ثم يعرفونه للبشرية .

من حقك الإعتراض، من حقك التظاهر، من حقك عمل هاشتاج ملياري ليسمع صوتك، من حقك أن تقاطع، ولكن الذي ليس من حقك أن تتجاوز في رد فعلك هدي نبيك وضوابط دينك وأن  تسيء بردة فعلك لنبيك فتكون الصورة القاتمة لنبي قال المنصفون من خصومه عنه الكثير.
 
مهاتما غاندي (مهاتما غاندي في حديث لجريدة "ينج إنديا" وتكلم فيه عن صفات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )
غاندي "أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".
 -----
راما كريشنا راو (البروفسور رما كريشنا راو في كتابه "محمد النبي". )

"لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة. فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا".
 -----
لقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا ، فرأيته بعيدا عن مخاصمة المسيح ، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية ، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد ، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها ، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي. (جورج برنادشو )
------
 بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم.(شاعر الألمان غوته)
-----
صدقت المقولة أن عندنا مسلمين بلا إسلام وربما عند الآخر إسلام بلا مسملين ونصرة رسول الله تكون بداية بالغضبة على النفس والعودة لدين رسول الله وهديه ونور رسالته .
فلتعلن الإنسانية الغضب الإنساني حفظا للعقائد والأديان وسلامة البشرية.


اقرأ على واحة الأريام 

اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام