أزمة مجتمعية خانقة يمر بها المجتمع المصري وبغض النظر عن
جدل الأعداد وحجم كل شعب كما غنى علي الحجار إنتو شعب ةإحنا شعب
تبقى الأزمة موجودة على أرض الواقع
الجديد في التصنيف الجديد أنه تصنيف ليس عرقي ولا عقائدي
ولا مذهبي ولا أيديولوجي
شعب السيسي وشعب مرسي ربما يحتوون على أشقاء وأصدقاء وربما
أزواج
ذهبت لشعب السيسي أستطلع نظرته للأمور فوجد له عين واحدة
والأخرى عمياء وشعب مرسي لديه نفس الحالة المرضية
شعب السيسي يرى أنه بن الوطنية المصرية وأنه من أنقذ مصر
من التخلف والإرهاب والظلام وأنه حمى البلاد من حرب أهلية وأنه القادر على بناء مصر
الحديثة وتجاوز المؤمرات الداخلية والخارحية ويرى خصومه تكفيريين وإرهابيين وعملاء
لأمريكا وإسرائيل
وأنهم قوى ظلامية ستحرم على الناس معيشتهم وهم أصلا محرومين
ربما في هذا الشعب قطاع يكره الإسلاميين بسبب أخطائهم وخطاياهم
وهو لا يمانع من القضاء عليهم بأية وسيلة وربما هناك من يطمع في عودة النفوذ والسلطة
التي أوشكت أن تضيع ولكن الأكيد أن الأغلبية محبة لهذا الوطن وقلقة على مستقبله وتخشى
المجهول
مشكلة هذا الشعب أنه لا يكاد يرى الشعب الأخر وميزته أنه
لا يحمل راية عقائدية تجعل من الحل شىء شبه مستحيل
أما شعب مرسي فلديه عقدة تضخيم المظلومية وهذا ميراث قديم
شعب مرسي مازال يعيش صدمة عزل أمير المؤمنين الذي كان سيعيد
مجد الخلافة ويقيم العدل ويرفع راية الحق .
لا أشك أن شباب الإسلامين شباب صادق فى عقيدته مخلص لدعوته
متعصب لها لأنه يظن أنه عمار أو بلال وفي وجهة نظره الأخرون هم أمية وأبو لهب وهنا
مكمن الخطورة وهنا مشكلة الحركات ذات الطابع العقائدي
حتي لا أظلم شعب مرسي فهو متنوع ولا ينبغي أن نعمم الحكم
شعب مرسي يرى رئيسه مظلوم ويرى الثورة المضادة انتصرت ويرى
عداء للإسلام لأنه كان يحمل هذا المشروع ويقف عند مظلومية المعتقلين وشهداء رابعة وغيرها
ويروي روايات حرق المصاحف والجثث وقتل المصلين ويرى خصومه إما النصارى أو الراقصين
أو الفاسدين وأعداء الإسلام والمنافقين وإن أحسن الظن في البعض فهم البلهاء المغيبين
يغيب عن شعب مرسي خطايا مرسي وجماعته ويغيب عنهم أن هناك
قيادة متهورة ذهبت إلي مقر الحرس الجمهوري لتخرج مرسي وتضع البلاد في أزمة لا نعلم
منها مخرج
يغيب عنهم أن التصرفات والتصريحات والتربص الإعلامي بهم غير
من مزاج قطاع كبير من الشارع
يغيب عنهم أنه ربما في خصومهم شرفاء يرون الصورة من منظار
آخر فيرى كل جانب ما لا يراه الأخر
نسي شعب مرسي أن تاريخ الخلافة به من الدماء ما به وأن صراع
السلطة يعتمد أحيانا على سحق العظام
خطورة شعب مرسي أنه يظن أنه يحمل لواء الحق وأن الله ناصره
لأنهم جند الله الآخرون عبيد البيادة وجند الشيطان
أكرر أن شباب الحركة الإسلامية يحمل بين جنباته عقيدة سواء
كان على باطل أم على حق نسبي لكنه ليس شباب حزب ولا حركة سياسية وهذا الشباب يحتاج
لمناخ فكري وحوار من نوع خاص ومن نوعية خاصة من أهل النزاهة الفكرية والغير مرتبطين
بأنظمة الحكم و لا من ألئك الذين يؤلهون الحكام .
وهناك الشعب الثالث
الشعب الفقير المؤمن بطبيعته دون فلسغة أهل الكلام والذي
أكل المرض جسده وأصبح لا يأمن على نفسه
شعب لا يكره ولا يتعصب وضاق بالتناحر والخلاف
وهناك معارضون لا تعنيهم صراعات السلطة وتنافس الشرعيات بل
هم يريدون من مدعي الشرعية العيش والحرية والعدالة الإجتماعية .
هل يفتح شعب السيسي عينه الثانية ليرى خصمه ويحاول تفهم مظلومياته
المقبولة إن وجدت وهل يفتح شعب مرسي عينه الأخرى ليفهم حقيقة الصورة ويغير من طرحه
ويعلي سلامة الوطن على حقه إن جاز أن نقر أنه حقه ؟
وحتى لا أدخل بجدل عقيم فأنا أتكلم على الناس وليس على من
يحمل سلاح
هل يجتمع شمل الشعبين برعاية الشعب الثالث ونختلف ونتنافس
في إطار أننا جسد واحد ؟
هل يكون شعب مرسيسي هو الحل ؟
ليست هناك تعليقات: