حوار دار بيني وبين صديقي المواطن المصري والذي
يحمل جواز سفر مصري مثلي.
صديقي ليس من جماعة الإخوان ولكنه يعتبر ما تم في مصر إنقلاب وهذا حقه بكل تأكيد
حوار ساخن أخطر
ما فيه حالة الكبت والإحساس بالمظلومية وفقدان الأمل مما جعلني أتوجس خيفة من إنفجار
نار تحت الرماد ، فتحرق ما تبقى من الوطن وأشعر بعمق الأزمة في المجتمع ، وأن تجاهل
الإعلام الموجه للأمور وزيادة سكب البنزين وتعميق الفجوة داخل نسيج المجتمع سيقود لكارثة .
قال صديقي..
إن الدولة العميقة والثورة المضادة
إنتصرت وعاد نظام مبارك ، سيظل بن الوزير وزير وبن الغفير غفير وستظل مصر بلد الراقصين
واللصوص !!
صديقي يتحدث عن رابعة وعن القتل وعن حرق المصاحف وعن بلطجية شاهدهم يعتدون علي أطباء ومهندسين وخيرة
الشباب ثم يلتحموا بالشرطة وتأخذهم بالأحضان ..
صديقي يتوقع ثورة دامية تهدم الجيش
والشرطة وتعيد بناء المؤسسات من جديد .
قاطعت صديقي قائلا ومن المستفيد من إنهيار الدولة
ونشوب صراع دامي غير الصهاينة الذين أشعلوا الفرات ووضعوا مخالبهم فيه وينظرون للنيل
ليقيموا دولتهم الكبرى .
كان رد صديقي زلزال هز كياني قال ..
الصهاينة أرحم منهم لن يحرقونا أحياء ولن
يحرقوا المصاحف . ولن يعتقلوا الآلاف والأطفال والنساء ولن يبلونا بإعلام عاهر وذكر صديقي أن أحد المواطنين الشرفاء بصق على جنازة
تمر لأنها جنازة إخواني .!!!
وأخذ صديقي يدعوا بالهلاك على من شارك فى الإنتخابات وعلى
من لا ينصر الحق ويشارك في الباطل.
وشعرت بسخونة في وجهي ونبضات سريعة كأن سهام الدعاء
أصابت كبدي فأنا ممن شارك فى الإنتخابات ..
أخذت شهيق طويل لعل الهواء يبرد من نار
كلام صديقي وتوقفت عند نقاط مهمة أهمها
أن
صديقي سواء كان معه بعض الحق أم لا سواء إتفقت معه كليا أو جزئيا أو لم أتفق فهو في هذا التوجه يمثل قطاع قل عدده أو زاد ليس هذا محل إهتمامي ولكن لابد من أخذ كلام صديقي فالحسبان والإعتراف بالأخطاء ومحاولة علاجها فورا
قلت يا صديقي..
لا أهتم أن أبرر لك سبب الدماء التي سفكت وليست قضيتي أن أثبت فشل رائيك ولا أن أدخل
بصراع معك ربما يتحول من جدال إلى عراك فقتال فيزيد الدم .
دم الإخوة الأعداء .
فإسمع
مني وكل ما أحاوله أن أجعلك ترى بعينك الأخرى بدلا من عين واحدة
أولا..
لا يوجد حق مطلق ولا يمكن أن أزعم أنني أمتلك
الحقيقة المجردة ، فحقيقة اليوم هي كذبة الغد وما أظنه حق الآن ربما أكتشف أنه باطل
بعد ساعة
ثانيا.. .
نحن نعيش بصراع سياسي ولعبة
مصالح وليس صراعا عقائديا فكلا المتصارعين سني المذهب بل أشعري العقيدة .
ثالثا ..
لا أستطيع أن أنكر الظلم والفساد ووجود خطايا وأخطاء ولكن فساد إنهيار الدولة وتقاتل
أبناء الوطن أشد خطرا ولن يجني ثماره سوى الأعداء الذين لن يرحموا هذا ولا ذاك .
رابعا..
في تاريخ الدول دماء ودماء منذ فتنة مقتل سيدنا عثمان ولابد من النظر لمجمل الصورة
فلقد تحدى معتصمي رابعة الدولة وحاولوا إخراج الرئيس المعزول وهو ما لو تم لكانت حرب أهلية
لا تبقي ولا تذر وكان خطاب القيادات خطاب غير حكيم وهذا ليس تبريرا لمقتلهم ولا دخول
في جدل هل كانوا مسلحين أم لا ، فليست لدي حقيقة ولكن أخاف أن يتحول دم ألف إلي دماء
ألاف تغرقنا جميعا .
خامسا ..
العيش على وهم عودة الدكتور مرسي وتشبث الرأى ليس من
السياسة في شيء ولابد أن نعترف أن الرجل فشل سواء عن عمد أو ضعف سواء فشل هو أو تم
إفشاله فقد أضحي ماضيا لا يجب الوقوف عنده أكثر من هذا .
لا يمكن لمنصف أن يطلق حكما
عاما على الحركة الإسلامية فالحركة الإسلامية
منذ نشأتها متنوعة ومرت بمراحل وتمتد من السلفية الجهادية والجمعات التكفرية مرورا بالمداخلة وهم نقيض لبعض
ومن السلفيين للإخوان وهم منا أهلنا وأبناء
أوطاننا ماداموا لم يرفعوا سلاحا ولم يستعملوا قنابل التكفير فلابد أن نتعايش ونبحث
عن المشترك فإن كنا نبحث عن المشتركات مع من يخالف ديننا فالأولي المشتركات التي تجمعنا
.
يا صديقي ها هو صديقك أردوغان يهدد ويتوعد ويضرب من يعتبرهم خطرا على الدولة وهم
يعتبرونه خطرا على دولتهم فإنها لعبة السياسة القذرة فى أحيان كثيرة ومصير دول يعتبر الساسة أن الدماء القليلة ربما
تحجب دماء أكثر. أما المعتقلين والمظلومين والتعذيب فمعك كل الحق فلا يمكن لدولة أن
تستقر بهذا الوضع ولا بد على الرئيس القادم أن يقوم بحلحلة الوضع المجتمعي المتأزم
وتطيب خواطر المجروحين ممن لم يرتكبوا إثما
أما دعوتك على من شارك في الإنتخابات فأنا لم أدعوا على من قاطع فهو إجتهاد
بشري كل يرى فيه الصالح من وجهة نظره ولعلك
تشاهد لعبة الصراع بين الدولة العميقة التي تخلى بعضها عن السيسي فى مناورة مكشوفة
للسيطرة على مفاصل الدولة وخلق مراكز قوى وجره للتفاوض حسب شروطهم ولو وجد هو ظهير سياسي ثورى يدعمه ويستند إليه لربما
غيرنا وتغيرنا بتكلفة أقل .
ولم أكمل الحرف حتي رمقنى بنظرة كراهية وإنصرف
فبكيت نفسي وبكيت وطن ممزق وبكيت أرحام قطعت وعلاقات
توترت وحق تائه بين الخصوم وصراع فيلة سينتهي يوما بالتصالح ولكن العشب تحت أقدامهم
يحترق ..
وهل يمهلهم العدو حتي يدركوا حتمية التعايش ؟
ليست قضيتي تبرير أخطاء ولا مناصرة
طرف على طرف ولكن رسالتي التعايش والبحث عن المشتركات وحقن الدماء والسعي لإقامة العدل
والصراااااااااخ لعل أولي الأمر يسمعون مجتمعنا
مأزوم وبحاجة لحلول فورية ..مجتمعنا مأزوووووووم
ليست هناك تعليقات: