مساحة إعلانية

الإخوان والإفلاس السياسي ..بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 15, 2014

في الأيام الأخيرة ظهر جليا الإفلاس السياسي لجماعة الإخوان التي ماتزال تدير المعركة بعقليات عفى عليها الزمن ..

تاريخيا بنت جماعة الإخوان نفوذها السياسي في الشارع على أساس المعارضة الصاخبة لنظام حسني مبارك والتي إتضح أنها معارضة رفاهية ، معارضة من لا يتحمل أية مسؤولية ، فكم خرجت المظاهرات وعلت الهتافات والإتهامات للسادات بسبب كامب ديفيد ، فلما أصبحوا في الحكم كانوا أول من يعترف بها .

كانوا يشعلون المظاهرات بسبب مرور سفن أمريكية أو إسرائيلية فى قناة السويس وخاصة أثناء الأزمات كالعراق وغزة وغيرها 
فلما أصبحوا فالسلطة صارت إتفاقيات وإلتزامات دولية !!!

سقطت أقنعة كثيرة عن الجماعة لقد فقدوا التعاطف مع مظلوميتهم في عهد عبدالناصر بعد أن تفهم الكثيرين دوافع عبدالناصر بعد سلوكهم عقب 25 يناير .

وسقطت أقنعة المقاومة والممانعة والمعارضة الحنجورية 
ومازال الإفلاس السياسي مستمر ومازال سلوكهم هو أكبر هدية لنظام الحكم الحالي .

عندما يخرج ما يسمى حزب الإستقلال الذي سرق تاريخ حزب العمل الإشتراكي بعد أن سرقه الإخوان بمبادرة على أنها للحل ومحورها عودة ما يسموه الرئيس الشرعي فهؤلاء أبسط تهمة لهم هي الغباء السياسي منقطع النظير .

وعندما عبدوا الصناديق بمجلس الشورى أبو 6% ثم يكفرون بها اليوم فهذا إفلاس .

فعندما تعيش الجماعة على أمل إنهيار الوطن إقتصاديا فيسقط النظام ويعود معزولهم فتلك خطيئة لا تغتفر .

وعندما تسقط الرسالة الدعوية في بئر السياسة ويتحولون لمجموعة من الرداحين والطاعنين واللعانين فتلك مصيبة .

تخرج ألسنتهم لتصف معارضيم إما بعداء الإسلام أو الفاسدين ومن يحسنون بهم الظن مغفلين وجهلة فيفقدون بذلك تعاطف المعتدلين ممن لا يسيرون في قطيعهم .

عندما يتم تحويل قضايا التحرش لسبوبة سياسية ويتهم الشعب الذي كان عظيما لما إنتخبهم بأوصاف يعف اللسان عن ذكرها  فهذا سقوط وإفلاس .

إن المغتصبة ضحية وحقها في رقبة الدولة وعندما يزورها رئيس ويعتذر لها ويطيب خاطرها فهذا واجبه لأن حمايتها دوره وإغتصابها مسؤول عنه سياسيا .

عندما يتحول سباق دراجات لمادة للسخرية فهذا إفلاس وليت ثقافة الدراجات تسود ويكون الرئيس قدوة فيها .

إن الجماعة بقيادتها الحالية قد أفلست فهي تعيش على أمل إفشال الدولة والعودة بالمعزول فليس لديهم برنامج ولا معارضة فاعلة 
كل أملهم عودة الرئيس المعزول ولو أنقاض الوطن .

وقد أفلسوا أخلاقيا وضيعوا المشروع الإسلامي الحضاري لعقود 

إن الحزب الإسلامي العراقي باع وطنه ودخل مع الدبابات الأمريكية وباع طائفته السنية وتحالف مع المالكي قبل أن يفترقا 

على هذا الشباب الطاهر شباب الإخوان المخدوع بشعار الخلافة والعدل وتحكيم الشريعة  والذي أؤكد أنه طاهر أن يستعيد عقله فقط ويفكر بتجرد ويكسر القيد الفكري الذي تربى عليه ليرى الصورة بكل جوانبها .

وعلى تلك القيادات إن كان لديها باقي عقل أو حس وطني أن تثور على نفسها وتعترف بخطاياها وتتراجع خطوات للوراء لعلها تستطيع أن تتقدم يوما من جديد وكفاكم إفلاس وسقوط سياسي وأخلاقي .





مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام