مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..سأعصر الليمون

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 24, 2014

لامني البعض وإتهمني البعض الآخر لأني لم أعلن موقف واضح من إنتخابات الرئاسة وما بين تهم الأخونة والطابور الخامس  تراوحت التهم

لكن عزوفي عن الأمر كان بسبب حيرة وقلق وصراع داخلي ما بين المقاطعة والكفر بالإنتخابات في بلاد تحول فيها الفقر والظلم والجهل والمؤامرات لوحوش تنتهك ما تبقى من حرمتها

وما بين الإختيار بين المشير الذي لا يحتاج صوتي للنجاح فمعه الدولة ورجال المال والإعلام والنخبة أو السيد حمدين الذي لن يفرق معه صوتي في الخسارة وهو لا يصلح من وجهة نظري فى الظرف الراهن .

ما بين الصراع بين ضمير الكاتب الذي يسعى لإقامة المدينة الفاضلة وواقع السياسة القذر في أحيان كثيرة والذي لا يعترف إلا بالممكن

صراع ما بين ثورة قامت على دماء شباب طاهر وركبها الساسة والأحزاب فدمروها وأهدروا دماء شبابها ،وما بين دولة ظالمة والفساد بها أزكم الأنوف واللصوص فيها تجمعوا  ، وإجتمعوا خلف المشير في محاولة لإختطاف مصر رهينة مرة أخري.

ما بين حلم دولة القانون وسيادة الشعب والخوف من شبح العراق وسوريا وليبيا.
ما بين بقاء الدولة في ظل المؤامرات والمتغيرات العالمية والنضال ضد فسادها وظلمها وتخلفها في إطار الحفاظ عليها لأن مفسدة إنهيارها أشد فسادا من فسادها الحالي  ، حيرة ما بعدها حيرة .
!!!

دماء تسيل من مواطنين ومن رجال شرطة وجيش ومعلومات متضاربة وإعلام فقد العذرية وما يصطلح عليه بمجزرة رابعة.

ما بين حلم 25 الذي تحول لكابوس علي أيدي الفاعلين في الشأن المصري

حملة المباخر والجلاوزة والمتمجدون الذين يحاولون صناعة فرعون ويقولون هذه الأنهار تجري من تحتك ومن أجلك خلقت هذه البلاد

و المهتمون بلبس الزعيم والمهللون لضحكته والعاشقون لإبتسامته

وسط كل هؤلاء أقف مهموما برعايا الزعيم وآهاتهم وفقرهم ومرضهم وحرمانهم.

رجعت للتاريخ فوجدت الخلفاء والأمراء والحكام لم تعنيهم الدماء يوما في محراب السلطة أو ما يخيل إليهم أنه الحق بإستثناء فترة الراشدين وحفيد الفاروق ؛
فتاريخنا منذ قيام الدولة قام معها الظلم ولازمتها الثورة مع إختلاف الدرجة من عهد إلى آخر.
دخل علي أحد الناس وبشرني أن المشير سيسقط بعد أربع أو خمسة شهور عندما تنهار مصر إقتصاديا ، تعجبت ومن سيدفع فاتورة الإنهيار لاقدر الله !!!!!!
من هنا كان قرار دعمي له وتمنياني أن ينجح فى العبور بمصر لبر الأمان.

المعقول الواقعي خير من المثالي المستحيل هذا ما وصلت إليه 

كلامي هذا سيقرأه البعض تدليس  ، و تنظير للخضوع ويقرأه البعض حس وطني  وهو في الحقيقة حيرة وقلق وإجتهاد خطاؤه يعادل صوابه

سأنتخب المشير لأنه أمر واقع في ظل معطايات الصورة داخليا وخارجيا ، ثم أعود لأنبه للخطايا وأنتقد السلبيات وأحلم بالمدينة الفاضلة.

من وحي قراءة المشهد لم يستفد من الربيع العربي إلا الصهاينة ولا ننكر أن ظلم وجبروت الفاسدين هو من دفع الشعوب المظلومة للإنتفاض
لست راضيا عن عما يجري في بلدي ولا عن طريقة إدارة البلاد
ولكن تظل وحدة الدولة وبقائها فى تلك الظروف أهم اولوياتي.

مصر أبقى من السيسى وصباحي ومن الإخوان

سأنتخب السيسي و أعصر الليمون من أجل الأمل وبعد إنتخابه أعود معارضا للنظام وليس لبلدي.

الدولة الفاشلة والخوف من شبحها هو من دفعني للإنحياز لهذا الرأي.

سأنتخب السيسي وعليه أن يدرك أن القطاع العريض الذي سيرجح كفته والغير مؤدلج والغير مسيس هو نفس القطاع الذى إنتخب الإخوان عندما أظهروا إنحيازهم للدولة وللإستقرار ، وهؤلاء مهمومون بلقمة عيشهم وبكرامتهم فى بلادهم وأي ذل أقبح من الفقر و الجهل والمرض.

عليه أن يدرك أن تلك الكتلة الحرجة لا تصمد كثيرا في دعم شخص أو حزب إذا ما ما إزاد فقرها ولم تشعر بالأمل .

عليه أن يدرك أنه رئيس لكل المصريين من لم ينتخبه قبل من إنتخبه وأن يدرك الحقائق بعيدا عن الفلاتر التي يقيمها المنتفعون 
حفظ الله مصر وهيىء لها حاكما عادلا وبطانة صالحة تعينه على الخير 








مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام