ما الفارق بين حكام الدول الديموقراطية وحكامنا ؟
هل حكامهم ملائكة وحكامنا شياطين ؟
هل هناك حاكم صالح عادل من تلقاء نفسه ؟
المثل العامي يقول
<قالوا لفرعون إيه فرعنك قال ملقتش حد يلمني >
يرى كثير من علماء الإجتماع والفلاسفة أن عدل الحاكم يكون نتاج النزاع بين الحاكم والمحكوم ،
هي علاقة تفاعلية قائمة على المحاسبة والمراقبة
حكامنا بشر وحكامهم بشر والقاعدة العامة أن السلطة دون قيود مفسدة لأى إنسان ، فلكل إنسان نصيبه من الشهوة للسلطة والمال وكل الغرائز البشرية .
إذا الفارق الجوهري بيننا وبينهم هو فارق الشعوب بالدرجة الأولى .
فشعوبهم بعد عصور من الظلام والدموية إستطاعت إقامة علاقة تفاعلية وتنازعية أحيانا مع أنظمة الحكم فأجبرتها على العدل –العدل النسبي بكل تأكيد -
وحكام تلك الدول نتيجة تنازع سلطاتهم وبعد ثورات دموية وعصور حمراء توصلوا لحقيقة الحكم الرشيد ،
الحكم الذي يسمح لنبع الثورة بالفيضان الهادىء المستمر فيتنجنب حدوث الإنفجار ، ويصبح نظام الحكم من يدير دفة الثورة وربما تزيحه موجة ثورية عبر الصندوق فيستجيب للحراك الثوري الناعم ويعيد حساباته ليستلم الراية التي سلمها مرة أخرى ، ومما يسهل عليه الأمر أنه يدرك أنها سلطة وليست ولاية دينية ولا هو أو حزبه ظل الله في الأرض فيتجنب الظن أنه حامل لواء العقيدة فيستميت دفاعا عن اللواء أو بالأحرى عن السلطة بحجة اللواء .
تلك هى الثورة الناعمة والمسماة بالديموقراطية
أما حكامنا نتيجة السلطة المطلقة دائما ما يعملون على كبح جماح الثورة بالعصى الأمنية وبحماية الأنظمة بحاشية منتفعة وتحول الدول لبيروقراطيات فاشلة وينجحون في كبح جماح الثورات لفترات تطول أو تقصر وفق المعطيات ؛ ولكن الإنفجار حتمي وغالبا ما يكون دامي ..
المشكلة ليست شخص الحاكم والذي عادة ما يكون شخص عادي تحوله السلطة والحاشية وسلبية الشعب إلى فرعون وطاغية .
إن الظالم لو رأى سيف في يد المظلوم ما أقدم على ظلمه.
إن المشكلة الحقيقية في شعوبنا تكمن في الفقر والجهل والسلبية مما جعل المنتفعين والمتمجدين والجلادين يحكموا سيطرتهم على الشعوب بل أحيانا على الحاكم نفسه فيعزلوه ويسفسطوا له ويقلبون الحقائق ويجعلونه فرعون يجلدون الظهور بإسمه ، ويستغلون كل شىء الدين ، الوطن ، المبادىء ،كله مباح للحفاظ على المكاسب وتغييب وعي الشعوب وتركيعها .
وأسوأ نموذج هم حملة المباخر وتجار الدين والذين حولوه من ثورة قادها الأنبياء والصالحين من أتباعهم إلي أفيون يغيب الوعي حتي تتم إحكام السيطرة
يقول المرحوم الدكتور علي الوردي : إن الحكومة التي لا تدرب رعاياها على الثورة السلمية الهادئة سوف تجابه من غير شك بثورة دموية عنيفة في يوم من الأيام .
لكن هل هناك من حكامنا من يقرأ؟
شعوبنا مأزومة وأمتنا مهزومة وليس هناك سوي طريقين ، طريق الثورة الدموية والتي لن تتحملها الأوطان في ظل متغيرات عالمية وأطماع وخلل فى البنية الفكرية والتعليمية وتهتك فى النسيج الإجتماعي.
والطريق الثاني طريق الحكم الرشيد الذي يقود ثورة ناعمة تقود للتغيير والتطور وتبادل السلطة بحاكم بشر قابل للمحاسبة بعيدا عن الفراعنة وأنصاف الألهه،
ولن يقدم نظام على العدل إلا من ضغط شعب ينتزع حقوقه ؛ فكلمة السر هي الشعوب .
ماذا لو تجمع مليون مواطن في كيان إئتلاف حزبي متجاوزين الأيديولوجيات والمصالح لمدة عامين وفق برنامج واحد وهو إقامة نظام ديموقراطي تعددي ؟
الفارق بيننا وبينهم فارق شعوب وليس حكام.
ليست هناك تعليقات: