مساحة إعلانية

25 يناير الحلم المصلوب ...بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 02, 2014

25يناير وما تلاها حتى 11 فبراير 2011
سمها ثورة أو فورة ، أوإنتفاضة ، أوكما يصفها المتلونون والجلادون وعبيد السلطان بنكبة ، بعد أن ركبوا ظهرها ، وتاجروا بدماء زهرة شباب هذا الوطن ، وكانوا يوما ما يدعون أنهم مفجروها ، وأصحاب الفضل فيها ، وبكي بعضهم على أنقاض العهد البائد .
مات أصحاب التضحيات وورث الراية اللئام .
أستعيد الذكريات فى لقطات سريعة لنقف عند بعض الدروس والحقائق التي شاهدتها ولمستها بعيناي ، لا أستطيع أن أكون محايد لأن تلك الفترة الإستثنائية تمثل لي ولادة حقيقة ولادة أمل تم صلبه فى مهده .
لم أكن من المؤمنين ب25 يناير نظرا لموت الأمل بداخلى
وكان أكبر الظن أنها ستمر كمظاهرات أو حركات إحتجاجية ؛
ربما تسفر عن تنازل شكلي من السلطة ، وكنت أرى أن الشعب أدمن الإنبطاح ولن يتحرك إلا فى ثورة جياع لم يحن وقتها بعد.
25 يناير أخذ الأضواء بحكم أنه البداية وإن كانت البداية الحقيقية
هي جمعة الغضب 28 يناير 2011.
خرجت لصلاة الجمعة وهربت من المسجد القريب لتوقعي خروج مظاهرات منه ؛ لتبعيته للإخوان وذهبت لمسجد أوقاف لست أدري
خوفا وجبنا أم أن الأمل كان ميت بداخلي !!
 لم أكن أطمح لأي تغيير فى ظل دولة أنيابها راسخة ومخالبها مسيطرة .
لم أكن أنوي سوى أداء الصلاة والمشي إلى جانب الحائط التي تربيت على السير بجواره حتى صار كظلي .
تحدث خطيب الجمعة عن الفتنة ودعى لمصر بالحفظ وكانت خطبة متزنة.
خرجت من صلاة الجمعة لأرى وجوه مختلفة ، وحالة من الحراك والهتاف لم تكن معهودة ، ونوعية من الشباب ليسوا من شباب الإسلاميين ولا أظنهم مسيسين ، وبغض النظر هل هم منظمين أم حركتهم عفوية لا يمكنني الحكم  ؛ لكن الذي  تبعهم كان طيف عفوي لم يعهد المظاهرات ولا الإحتجاجات وليس له خصومة سياسية مع أشخاص ولا حتى مع الدولة بل كانوا يبحثون عن الأمل الذى فقدوه  .
وبدأت معالم الصورة تتضح من بعيد وجذبتني الدوامة لا إراديا بعيدا عن الحائط الذي خططت السير بجواره حتي بيتي
وكانت بداية الحلم ...

فى الحلقة القادمة الصورة الأولى من جمعة الغضب .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام