مساحة إعلانية

في ضوء الإنتخابات الرئاسية 2014 بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 28, 2014

الإنتخابات الرئاسية التي بدأت أمس وإستمرت اليوم وتم تمديد التصويت ليوم ثالث .

كانت كل التوقعات تصب في صالح مشاركة مرتفعة في الإنتخابات الرئاسية ولكن المشاركة حتى عصر اليوم الثاني لم تكن على المستوى المتوقع قبل بدء التصويت .

مواقع التواصل الإجتماعي مشتعلة بين أنصار السيسي والذين بدأوا يوزعون تهم الخيانة على كل من قاطع الإنتخابات وبين أنصار المقاطعة والذين يصفون المشاركين بالراقصين والمفلسين .
هناك خطايا وأخطاء متراكمة وقعت منذ 30 يونيو 2013 أدت من وجهة نظري لعزوف قطاعات كبيرة عن المشاركة السياسية في شعب بطبعه كان لا يهتم بالسياسة حتى ثورة 25 يناير ، ولعل الهجوم الغير مبرر على ثورة يناير وفصلها عن الموجة الثورية فى 30يونيو بعد أن تم الإستفادة من ثوار يناير فى نجاح 30يونيو أحد أهم الأخطاء التي أدت لتلك الحالة .

حملة المرشح عبدالفتاح السيسي كانت عبء عليه وحسب مراقبين أنها كانت متعالية فضلا عن وجود وجوه غير مقبولة بالحملة .

كان للدين دور فى الصراع السياسي الحالي فبينما أيدت الكنيسة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي صدرت فتوى عن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين تحرم المشاركة فى الإنتخابات وعلى النقيض صدرت فتوى مضادة من الأزهر لدعم المشاركة فى التصويت .

أما حزب النور السلفي والذي بدأ مجددا حزب بلا أنياب أو حزب قواعده لا توافق قياداته فقد غابت قواعده بشكل واضح مع أن قياداته ومشايخه حاولوا التواجد بالشارع وإظهار دعمهم القوي للمرشح عبدالفتاح السيسي .

ضعف وجود الأحزاب السياسية كان واضح وأن تلك الأحزاب بلا إستثناء تكاد تكون أبواق إعلامية دون وجود فعلي على الأرض .

من متابعتي وإحتكاكي بالوسط الإعلامي أظن أن التغطية أدت إلى نتائج عكسية ، كما لاحظت أن كراهية جماعة الإخوان أحيانا ما تدفع البعض للتضحية بالموضوعية بل ربما التحالف مع الشيطان لهزيمة أخطبوط الإخوان .

كان من الملاحظ أيضا الأجواء الإحتفالية أكثر من التنافسية وعدم الإلتزام بالصمت الإنتخابي .

أجواء عصيبة وغير طبيعية تمر بها مصر إنعكست على سير العملية الإنتخابية وربما بعض التلاسن في الشارع وشعور لدى قطاع عريض وخاصة من المشاركين بالإنتخابات أنها معركة وطنية وإثبات للذات وربما أنصار المرشح عبدالفتاح السيسي بالذات لا يفصلون بين مصر والدولة ومرشحهم .

قرار لجنة الإنتخابات تمديد التصويت ربما يفتح مجال للطعن السياسي وإستغلال خصوم خارطة الطريق للأمر بشكل أو بآخر

وجود مرتضي وشوبير جناحين حول السيسي أثر بشكل كبير وهنا لا أقصد الشخصين بقدر ما أقصد ما يمثلان رمزيا .

خلاصة الصورة أن المشير عبدالفتاح السيسي على بعد خطوات من الخطوة الأسهل وهي رئاسة مصر وعليها عبء كبير للتعامل مع الحالة المصرية المعقدة سياسيا وإقتصاديا وأمنيا وإجتماعيا 
وما بين مؤدين له ومتمنين التوفيق له حبا للوطن وخوفا عليه البعض الآخر ينتظر فشله وربما يعمل بكافة الطرق على إفشاله 

تلك رؤيتي للصورة ولم يتبقى إلا الدعاء لله بحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن 


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام