حديث الساعة هو فيلم فلنصنفه بفيلم هابط وبكل تأكيد أنا ضد الفيلم ،وضد منعه في نفس الوقت ؛ لأن المنع أكبر هدية لأفيش مستقبلي عبر الفضائيات وعبر الدي في دي
- الفيلم الممنوع من العرض -
بغض النظر عن الفيلم وهو ليس الأول ولن يكون الأخير أجد نفسي أقف عند جوانب أخرى بعيدا عن قضية المنع أو حرية العرض ، وقضية حاجة الرقابة إلى رقابة في دول فساد أجهزتها للركب .
أولا- اسم الفيلم اسم معبر جدا عن واقع مجتمعات متهالكة بالبلدي يقال حلاوة روح للدلالة على كلمات وأفعال عندما تقال ، قائلها يدعي عنترية والفارس يترنح والروح تغادر الجسد ليصير جيفة ، وهو حال مجتمعات تتهاوى ، فالفيلم فعلا حلاوة روح .
ثانيا-
أقف متأملا لمجتمعات ما أكثر مشايخها وما أقسى الوعظ والترهيب فيها وفى غالبها مسلميها خاضعين للمشايخ ، ومسيحيها خاضعين للقساوسة ، وحراس القيم والعادات والذين دائما لا يملكون سوى حراسة حنجورية ، مجتمعات ظاهرها الوقار والاحتشام ، بل بعضها يعتبر الحديث فالجنس طامة كبرى ، وهي من المشاهدين الأوائل للمواقع الإباحية ومن المستهلكين الأكبرللمنشطات الجنسية ، وفي نفس الوقت هي المجتمعات التي تعاقب النساء فيما يسمى قضايا الشرف ؛ أما الرجل فإن لم تفخر بذكورته فلا يناله أذى.
لقد فطن النبي محمد عليه الصلاة والسلام لتلك الازدواجية فحذر من ألئك الذين يلبسون الوقار أمام الناس فإذا اختلوا بحرمات الله انتهكوها، وتمسك الفاروق عمر بجوهرة هي بنت بائعة اللبن تلك النقية الصادقة مع نفسها والتي جاء منها عمر الثاني ..
إن الوقوف أمام الفطرة البشرية وقوف أما القطار فصدامه سيؤدي لكوارث .
إن المطلوب هو تهذيب الرغبات البشرية وضمان مسار طبيعي آمن لها وليس محاربتها أو كبتها والإعتراف ببشرية الإنسان .
في أوربا وأمريكا العلمانيتين وليس لديهم كتائب وعاظ ولا يبكون أمام القساوسة حتى تبتل لحاهم وربما لا يعرفون الكنائس تجدنا نتفوق عليهم في نسبة الشذوذ والتحرش والاغتصاب وفق واقعنا وبعض الإحصائيات مع مظاهر تديننا ، وقوافل الوعاظ الذين لا يتعظ معظمهم بما يعظون به ..تري لماذا ؟
هم بشر ونحن بشر ليسوا ملائكة ، ولسنا شياطين ربما يرجع البعض السبب للحرية الجنسية التي يعيشونها ، ويري علماء الاجتماع أن هذا سبب لا يمكن تجاهله ولكن هل هو السبب الوحيد أم هناك عوامل أهم ؟
من وجهة نظري ضعف الازدواجية في تلك المجتمعات وعدم صدامهم مع الطبيعة البشرية وتعاملهم مع الجنس في ضوء النهار وفق قواعد مجتمعاتهم والتي لا يناسبنا كثير منها بكل تأكيد ، لكن الأهم والذي نحتاجه ويتماشى معنا هو احترام الإنسان .
احترام الإنسان وحمايته من خلال القانون الصارم ، احترام حقه فالعمل والصحة والمسكن، احترام حقه في ممارسة الجنس بصورة طبيعية ومشروعة وفق قواعد الدين ونظام المجتمع .
الحل يكمن فى الأمل فلا يكفي الوعظ ولا الخطب ولا النصائح ولن يجدي الوقوف أمام قطار الشهوة ، شبابنا يحتاج للأمل، يحتاج أن يعمل ولكن بعد أن تضمن له نتيجة عرقه وتحميه من لصوص العرق ، ويشعر بالأمان ، ولو مرض يطمئن لعلاجه ويكون لديه أمل أن يعيش كإنسان ولو بعد حين.
لابد من تحويل فوران الأجساد التي تغلي إلى تحرش بالأرض لتحولها إلى أرض خضراء بدلا من التحرش بالأجساد ، فليس للأجساد الفائرة سوى امتلاك أرض بوار ترويها بعرقها فتخضر على أيديها .
ليست هناك تعليقات: