قلوبهم معك وسيوفهم عليك مقولة الفرزدق للحسين قبل إنتصاره ، مقولة تحوي من
البلاغة ، وعمق المعنى ، وتشخيص الداء ما تحمل من معان يجب الوقوف عندها للتأمل .
فهي توضح عمق أزمة الصراع النفسي ، والإزدواج فى الشخصية العربية التي بدأت
جذوره تتشعب بعد إستشهاد الفاروق العادل عمر بن الخطاب حتى يومنا هذا.
فى السنوات الثلاث الأخيرة إنكشفت عوارات كثيرة ، وسقطت أقنعة أكثر ،
وإتضحت الإزدواجية فى الشخصية العربية بصورة كبيرة .
فما بين قلة من النفوس اللوامة تعيش مرارة الصراع النفسي متأثرة بالتربية
والبيئة الإجتماعية ومبادئها وما بين أكثرية إستثاغت الإزدواجية وتجاوزت مرحلة
الصراع النفسي تعيش أمتنا.
فى السنوات الأخيرة إنكشف أدعياء القومية وتجار الناصرية - والذي من المفترض أن يحاكموا بالخيانة
كالإسلاميين لأن مشروعهم يتجاوز الدولة الوطنية القطرية ولكنها الإزدواجية ..!!!!!-
فقد صاروا تابعين لأي نظام ولا يحملون من القومية والناصرية سوى مسميات لزوم
التجارة وتحقيق المصالح الشخصية .
إنكشف الإسلاميون بعد أن إستدرجتهم أنفسهم وتحولت السلطة لديهم لغاية وليست
وسيلة وضاعت الرسالة .
إنكشفت النخب الليبرالية فكراهية الإسلاميين جعلت معظمهم يأكل صنم
الليبرالية ويحلي بحلوى العلمانية.!!!
إنكشفت عورة نوع آخر من الإسلاميين بعد ساهموا فى تدمير الإستقرار الوجداني
للمجتمع بوعظهم الأفلاطوني وجمودهم الفكري وإتضح أنهم أراذلنا يأتون ما عنه ينهون ،
أشداء على العامة والفقراء ، منبطحين ومحللين للسادة والحكام ، وما كان منهم إلا
أن فاقموا من كارثة الإزدواجية بسبب الصراع البشرى الفطري مع وعظهم الأفلاطوني ، وتشددهم
وتقليدهم الأعمى.
اليسارين إلا قليل منهم أصابتهم ليونة الحياة ونعومة الحرير جعلتهم يتغنون
بالإشتراكية والماركسية فى ركاب رجال الأعمال بعد أن إنفصلوا عن مجتمع يئن ويأكل
الجوع .
جسد فيلم الثلاثة يشتغلونها جزء من
المأساة التي نعانيها من أدعياء الفكر والمتمجدين .
أما العامة والشعوب فهي غارقة فى إزدواجية جعلتها تائهة بعد أن أدمنت
الأنصاف وغاب عنها الإنصاف ولسان حال واقعها المر يردد قول المتنبي
كفي بك داء أن ترى الموت شافيا ---وحسب المنايا أن يكن أمانيا
خلاصة الأمر إتضح جليا أنه لا توجد لدينا نخب ولا أحزاب ولا توجد لدينا
مرجعيات فكرية إن هي إلا دمى فى يد السلطة تتاجر بشعارات لأيدولوجيات ماتت مع موت
القبور في بلادي.
أزمتنا أزمة أخلاقية وفكرية وعلمية
فى مقامها الأول ، وإياكم من الذين يبطبخون الماء فإنهم لا يهابون المنايا ولا
يكترثون بالتنظير ولا فتاوى المعممين
ليست هناك تعليقات: