الصلاة على النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عند المسلمين مفروضة في أوضاع كالتشهد ، ومستحبة في مواضع أخرى ، ولست بصدد ذكر فضل الصلاة على الرحمة المهداة ،الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق ،ولكني أنظر لواقعنا المغشوش مع الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم .
فصلاتنا على النبي في المعنى هي ثناء عليه في الملأ الأعلى .
قال العز بن عبد السلام: «ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام.
ظهرت في الفترة الأخيرة ورقة مطبوعة تذكر بالصلاة على النبي بأسلوب رقيق تعلق على بعض السيارات ، وفي بعض المحلات ، ولكني أعود لظاهرة غريبة تنم عن عدم وعي أو إدراك لحقيقة الذكر بصفة عامة ، وحقيقة الصلاة على النبي بصفة خاصة .
لاحظت تحول الذكر والصلاة على النبي إلى تمتمات ، ولقلقة لسان ،واهتمام ربما بكم الذكر وعدده ، دون إدراك لحقيقته ومعناه .
بل الأدهى ربما ترديد الذكر أثناء ارتكاب المعاصي .
فربما تجد من يتحرش بمفاتن جسد أنثي فيصلي على النبي أو من يكذب أو يغش أو يسرق فيصلي على النبي !!!
إن المغزي المعنوي والتأمل والصلاة القلبية على النبي محمد والتي ربما تقرن باللسان هي أساس وحقيقة الصلاة على النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
إن التوبة تتحقق بمجرد الندم القلبي والعزم على عدم العودة فهي عمل قلبي وكذلك الذكر والصلاة على النبي هي عمل قلبي في المقام الأول يشمل تعظيم قلبي وإدراك عقلي وسمو وجداني وإحساس بعظمة النبي والثناء عليه وإقرار فضله عليه الصلاة والسلام .
فالدين عموما هو حالة قلبية وسجود قلبي وتسليم عقلي يعقبه خضوع للجوارح ولكننا تحولنا لألسن راقصة وقلوب ميتة .
كم ممن يتمتمون بالصلاة على النبي يعرفون من هو النبي نسبه وشكله ونسله وصفته ؟
كم ممن يتمتمون بالصلاة على النبي يعرفون منهجه فضلا عن التمسك بهديه ..؟
لن أصلي على النبي بلساني وقلبي لاهي ، فإن لم يستحضر قلبي عظمة النبي محمد وأرى نوره فيلهج قلبي بالصلاة عليه يعبر عن ذلك لساني فلن أتمتم كالببغاء ..
بقلم د.عاطف عتمان
ليست هناك تعليقات: