نواف أبو الهيجاء
نقلت وسائل الإعلام تصريحات عن السيد نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني والقيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جاء فيها: إن الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية سيكون بعد إبرام الاتفاقية معها. جاءت التصريحات بعد أن تم الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي قيل إنها كانت مخيبة للآمال على لسان عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين. الحقيقة أن تصريحات شعث تعني أنه بالإمكان فعلا أن تعترف السلطة الفلسطينية بيهودية الكيان الصهيوني ـ قبل إبرام الاتفاقية أم بعد ذلك ـ لا فرق. النتيجة واحدة وهي إقرار رسمي فلسطيني بأن فلسطين (لليهود) وأن العرب والمسلمين إنما كانوا طوال القرون مستعمرين وغزاة شأنهم شأن أي غاز أو مستعمر.
في هذا تجاهل لآلاف السنين التي كان الكنعانيون العرب قد جاءوا إلى فلسطين وسكنوها. وفي هذا الكلام ـ أي الاعتراف ـ ما يمكن الصهاينة ليس فقط من طرد كل فلسطيني من أراضي 1948م، بل كذلك من رفض كامل ومبين لحق العودة.
ما تسرب من أخبار عن اللقاءات التي جرت طوال الشهر الحالي قالت إن هناك نية لتمديد سقف المفاوضات بالرعاية الأميركية حتى نهاية العام الجاري 2014 أي من الـ30 من أبريل إلى غاية ديسمبر. المتسرب من الأخبار أكد أن الإدارة الأميركية تحاول إقناع العدو الصهيوني بعدم الإصرار على انتزاع اعتراف فلسطيني بيهودية الكيان الصهيوني حاليا. الأخبار قالت إن كيري وغيره من الأميركيين الصهاينة قالوا إن الاعتراف بيهودية (إسرائيل) قائم عمليا من خلال قرارات الأمم المتحدة بدءا من قرار التقسيم لعام 1947 ـ ولذلك ليس من الضرورة الآن تهديد المفاوضات باشتراطات هي صعبة التحقيق بالنسبة للطرف الفلسطيني. الانتظار إذا حتى نهاية العام وإبرام اتفاقية (الإطار) يمكن في النهاية أن يؤدي إلى أن تعترف السلطة الفلسطينية بيهودية (إسرائيل).
وقيل أيضا إن الجانبين الفلسطيني والأميركي يريدان توضيحا اليوم قبل الغد بالنسبة (لعاصمة) الدولة الفلسطينية العتيدة، حيث إن الصهاينة يعرضون (بيت حانينا) لتكون العاصمة بعد أن أصبحت جزءا من القدس الكبرى (شرقا).
ولكن المشكلة الحقيقية تتركز في خطورة نية السلطة الفلسطينية الاعتراف بيهودية الكيان العنصري الصهيوني وما يترتب على ذلك من مخاطر تحيق بالحق الفلسطيني لجهة إرغام الصهاينة على الانسحاب من الأراضي المحتلة، ولو على الأقل ما احتل منها في العام 1967.
إن ذهاب السلطة بعيدا في المفاوضات يشكل خطرا قائما على الحقوق الفلسطينية والعربية في فلسطين، وإن مسلسل التنازلات سيوصل إلى قناعة أن الكيان الصهيوني (سيتنازل) عن أجزاء (من حقوقه) للفلسطينيين في مقابل إبرام الصفقة التصفوية المعروضة حاليا على الطرفين. وما قيل عن ضرورة تقديم تنازلات متبادلة واتخاذ قرارات صعبة يعني أول ما يعني التنازل الفلسطيني عن القدس وعن حق العودة.
على السلطة الفلسطينية أن تكون فلسطينية وأن تتمتع بالشفافية وأن تصارح الشعب الفلسطيني وإلا فإن هذا الشعب الذي يقدم يوميا التضحيات سيعرف كيف ينتزع حقوقه وكيف يتصدى للمؤامرة ومن يسير في طريقها ـ فلسطينيا كان أم غير
ليست هناك تعليقات: