صورة عارية....
صورة عارية ليست عنوان جذاب لجذب الجمهور لقراءة كلماتي وليست
قنبلة صوتية من أجل شو أو إستعراض رخيص ..
ليست صورة فوتوغرافية عارية لجسدي أستجدي بها شهرة زائفة ...
ليست صورة فوتوغرافية عارية لجسدي أستجدي بها شهرة زائفة ...
ليست قصة قصيرة أو رواية ولا قصيدة تداعب الوزن وتقتفي
أثر القوافي .
هى شخابيط ...وإن شئت سمها تخاريف عاقلة.......
هي صورة عارية لعقلي
ومكنون نفسي وصراعي الداخلي الذى يمثل الصراع الأبدي بين الحق والباطل تارة ، وصراع
الحمام والغربان تارة أخرى ، وإزدواجية وصراع متأصل بين الوعي واللاوعي فى أحيان
كثيرة .
صراع بين الخير والشر..بين قيم البداوة وقيم المدنية
..بين الغريزة وأجراس الوعظ وترانيم الترهيب وآيات الوعيد ..
صراع بين النور والظلام ...بين الفضيلة والرذيلة..
هي ليست مقالة فاضحة لشخص أو هيئة أو جماعة أو مجتمع
وليست خاطرة عارية تستدعي عيون الذئاب .
صورة عارية هي حديث مع النفس بصوت مكتوب وقد يكون مكتوم
هي أنين هي حنين
بل قل هي صراخ ، هي وقوف أمام المرآة بلا أقنعة
هي مخاطبة لنفسي وعقلي وضميري بلا قيود مجتمعية ولا
أغلال باباوية
هي محاولة لسبر غور نفسي المليئة بالألغام والتي أخشى أن تنفجر فتقضي على ما
تبقى مني..
هي مناجاة و مناداة ، تاريخ قد يكون تاريخ شخص ولكنه جزء من تاريخ أمة
ولقطة من صورة كبرى للمجتمع .
هي صورة لحقبة عشتها بأفراحها وأتراحها، هي صورة إنسان ليس
بشيطان ولا هو بالملاك خليط من النور والطين .
هي حلم ...هي واقع وأمل... هي ماضي و مستقبل...
أعتقد أن تلك الصورة المعقدة والمليئة بالأحداث والمؤثرات ، لا تمثل شخصي وفقط ولكنها تمثل الكثيرين من أمثالي ممن ضاقوا بعقولهم
وضاقت بهم عقولهم ولم تتحمل صدورهم مكنوناتها ؛ فقررت الوقوف عارية أمام نفسها فى محاولة لرأب الصدع بين
ضفافها ..
تذكرت ذالك الصحابي الجليل الذى ذهب للرحمة المهداة صلي الله عليه وسلم وقال
يا رسول الله إئذن لي فى الزنا....!!
كم أنت صادق مع نفسك أيها الرجل وكام كانت صورتك صافية وواضحة
المعالم تشع الصفاء من جوانبها كم أنت أبيض السريرة
صافى النفس...
وكم أنت رحيم ومعلم وناصح
وإنسان يا رسول الله.
ماذا لو ذهب واحد مثلى لأحد مشايخنا أطلب منه رخصة للزنى..........!!!!.
سأحاول أن ألتقط ريشة جريئة عصية على الكسر ، وأملأها حبر من مدواة قلبي حتى لا ينفذ مداده إلا
مع أخر نبضة من قلبي ، وأختار ورقة من أوراق البردى لتظل اللوحة عصية على الزمن.
سأطير بجناحي إلى هناك حيث قوس قزح أستقى منه ألوان الطيف ليعبر
كل لون عن معلم من معالم الصورة وكل
الألوان بنات للنور ومن اللون الأبيض تنبثق وإليه تعود ...
صورة عارية هي صورة ستكشف
عورات النفوس والعقول وليس عورات الأجساد..هي خواطر وهواجس ....أمال و أحلام..
هي وقائع وتحليلات هي حديث للنفس
وحوار مع العقل و أحيانا بلا عقل ..
لن أتقيد فى رسم الصورة إلا بالصدق والصدق مع النفس أولا وقبل
كل شيء
، والحرية نعم الحرية المطلقة بمفهومها المقيد !!!!!
فهل يقف كل منا على حدة مع صورة عارية لنفسه ..يؤنبها يؤدبها
يقومها ..يحاول عقد مصالحة بين الوعي واللاوعي
وخلق حالة من الإنسجام ربما تجلب السكينة ....وصدق الله حين أقسم ...لا أقسم
بالنفس اللوامة ...
من أراد أن يغوص فى أعماق تلك الصورة فليعلم أنها..صورة عارية
ليست هناك تعليقات: