جلست أنفث همومي مع كل نفثة من دخان حجر المعسل وأنظر للفحم المشتعل والذى يحرق المعسل كما تحرق الهموم والقلق قلبي
ونظرت إلى حجر المعسل ودار بيني وبينه حوار مطول ....
وكان إستقبال الرئاسة لرجل الأعمال نجيب ساويرس محرك لآلامي الكامنة ...
سألت الحجر ..
هو ساويرس عميل وعدو للإسلام ويجب مقاطعته ويسعى فى الأرض فسادا ويقود الثورة المضادة ويمول المولوتوف ويسيطر على الإعلام ولا رجل أعمال وطني وكل المشكلة كانت فى تصالح ضريبي ..؟
وهل تتغير فتاوى مقاطعة ساويرس بعد الإستقبال الرسمي من الرئاسة المؤمنة ؟
ولو أن إقتصادنا بخير ما الداعى لتلك الصفقة ولو أننا فى حالة ضيق فهل أصبحت تأكل الحرة بثديها فى عهد النهضة ؟
غضب حجر المعسل وزاد الدخان وبدأت الكحة الخشنة وقالى يا أخي إنتوا عاوزين إيه من الراجل يعمل إيه عشان يرضيكم دا أنتم شعب .....!!!!!
قلت براحة شوية عليا ..كل إلى عاوز أفهمه هو ساويرس وطني ولا عميل ؟
وياترى صفقة عودته التي تمت فى الظلام كان تمنها إيه ؟
..ومن الضامن الذى وثق فيه ساويرس حتى يأمن للحكومة ويعود وفى ظل الدستور الذى لم تشهد البشرية مثله أين الشفافية ؟
وهل إستقباله الرسمي كان شرط فى الصفقة لرد إعتباره!!!
غضب حجر المعسل مرة أخرى وزاد الدخان وقبل ما أكح قلت لحجر المعسل متزعلش نغير الموضوع ...
تعرف الأستاذ رجائي عطية المحامي ....رد الحجر ماله !!
قلت له دا مفكر وله إسهاماته وكانت الجماعة تدعمه أحيانا فى السابق وتثنى عليه ...وفى إنتخابات الرئاسة إلى شربت أنا فيها الليمون كان رجائي عطية وقتها يدعم الفريق شفيق ووقتها إستهجنت ذلك الموقف من المفكر الإسلامى ..هو رجائي عطية كان يرى ما لا أراه ....!!!
تجاهلني حجر المعسل فى هذه المرة ولم يعرني أي إهتمام ...
شديت نفس وأخرجت الدخان من أنفى وأنا أفرغ معه بعض شحنات الغضب الداخلي ...
وقلت لحجر المعسل ...سيبك ..سمعت عن علياء المهدى و أمينة بتاعة تونس إلى تعرت أمام الكاميرا وعن موجة الإلحاد المنتشرة بين ضعاف الثقافة الدينية والذين تمردت عقولهم على صورة مغلوطة للدين عندما ربطوا الدين بأفعال المنتسبين ....
غضب حجر المعسل وزاد دخانه وقالى هتبرر العرى والفحش الأخلاقي وهتتعاطف مع الملاحدة والزنادقة ....
قلت- أنا أتابع وأحلل والملاحدة إن لم يصلهم الحق وتقام عليهم الحجة ونزيل اللبس عن أفهامهم فنحن شركاء فيما وصلوا إليه بل قد يكون البعض منا بجهل هو من دفع بهؤلاء للتوهان ...
وأسألك أيهما أقبح أو بمعنى آخر أيهما يضر ضرر أكبر تعرى جسد إمرأة أم تعرى أخلاق الساسة وقبل أن تغضب يسقط العرى بكل أنواعه ........
إبتسم الحجر وهز رأسه ...
فتابعت قائلا -أتظن يا صديقي أننا أصحاب قرار ...أننا فاعلين أم مفعول بهم ..وهل الفاعلين مفعول بهم أيضا ومن الفاعل الخفي هذا ؟؟
هل نحن مجرد دمى فى مسرح العرائس ربما يمد لنا فى الخيط لنتحرك بحرية ونظن أننا فاعلون مع أننا ندور فى الفلك المرسوم وربما نوجه لطريق حتى نسلك غيره ؟
فلم أفهم حتى الآن من المستفيد مثلا من دخول القيادي الإخواني السابق عبدالمنعم أبوالفتوح سباق الرئاسة وقد كنت أحد افراد حملته وماذا عن مطالبته قبل مغادرة الجماعة بشفيق أو عمر سليمان الوطنيان آن ذاك والفلول بعد ذلك ولماذا لم أفهم تلك التناقضات إلا عندما تحررت من وهم أبوالفتوح ...ربما التجربة تعلم الكثير ...هل ما يشاع عن أنه تبادل أدوار وإختراق للصف المناوىء بتفتيته كلام حقيقى ؟
أما معارضة الرفاهية ..أى تلك المطالب والمزايادات التى ترفعها المعارضات عموما لأنها لن تتحمل أى تكلفة وإذا ما جائت للسلطة إنسلخت من كل تلك المزايدات ..هل كل المعارضة من هذا النوع بالبلدى فنجرية بق ؟؟
وخلاصة ما تعلمت يا صديقي أن لا أنبهر بالكلمات إلا عندما أرى الأفعال وأن لا أصم آذانى عن أي صوت وأن أستمع بتجرد بعيدا عن قلبي وميلى هنا أو هناك ....
هل إستوعبت قسوة الفحم أقصد الهم الذى يحرق أحشائي كما يحرق أحشائك الفحم الآن ...؟
زاد دخان الحجر فى تعبير عن الغضب ولكن بحدة أقل وصمت ..
قلت له لا تغضب منى يا صديقي فصدري مليء بالهموم وأنت من تنفث عنى بدخانك الذى يقتلني ببطء وإن كان هو أهون ضررا وأقل خطرا من كل ما يعتصرني من هموم ...
ولكن متى أخسرك يا صديقي وأقوم بكسرك والتخلص من سخريتك الدائمة منى ومن دخانك الذى ملىء رئتى .....
ضحك الحجر وعلا أيضا دخانه وقال عندما تقرر أن تبيع وتسلم بالواقع وتركب ظهر الموجة وقتها ربما تفارقني وأفارقك مع أنني يعز على الفراق ولا تؤاخذني على غصبى وإنفعالي عليك فأنت لا تعرف قسوة الفحم من فوقى وهو يحرقني فلا أستطيع مخالفته
فعذرا صديقي ...أسحب ...شد ...إنفث مع دخاني همومك فلست بأفضل منك حالا ...
ليست هناك تعليقات: