الكفتجية كان أخر عنف وقبح لفظى تسمعه أذني أمس فى وصلة من الردح بين من يفترض أنهم دعاة ...
لقاء سيء بين الشيخ مظهر شاهين وأحد مشايخ السلفيين لمناقشة قضية تهنئة الإخوة المسيحيين بالعيد هل هي حرام أم حلال
لقاء إنتهى بفقدان الوقار والإحترام وتبادل الشتائم من إفتكاسات فى الدين الذى أطلقها شاهين ليرد السلفي ليس بالتي هي أحسن بل الإتهام للآخر بأنه كفتجى ويتبادل الداعيتان صوابع الكفتة على الهواء فى أبلغ إساءة للكفته ...
دعمت الشيخ مظهر فى عودته لمنبر عمر مكرم ولكن بعد حلقة الأمس فعلى الشيخ أن يختار بين العمة الأزهرية التي كنا نقف إجلالا لصاحبها وخوفا ونحن صغار من شيخ الكتاب الذى يرتديها
أو يتفرغ للسياسة وللكاميرات ..
فحزني على الشيخ مظهر أكبر بكثير من الضيف السلفي الذى لا أتذكر إسمه وذلك لحبى وإجلالي لعمة الأزهر الشريف ..
وبعيدا عن إهانة الكفتة بين الداعيتين أو المفترض أنهما كذلك
نعود للأزهر الشريف وتميزه ومكانته التي جعلت منه المرجع السنى الأول فى العالم الإسلامي رغم محاولات تقزيمه على فترات ..
الأزهر الذى يتبع العقيدة السنية الأشعرية والذى ينفتح على كل المذاهب الفقهية المعتبرة ولا يقتصر على مذهب ولا يتعصب إلى رأى ويقر التنوع الفقهي الذى أثرتنا به المدارس الفقهية القديمة
ويعلى من قيمة التعايش والتفاهم والتناغم فهذا أزهري شافعي وزميله حنبلي وجاره مالكي ...
من هنا كان الأزهر هو دوحة العلم الشرعي والفكر الوسطى والدعوة المستنيرة ..
وغيره ممن حاولوا منافسته تخندقوا حول شيخ أو مذهب أو طريقة فكانت آفتهم الكبرى الإنغلاق وضيق الأفق والتطرف أحيانا أخرى ...
هذا هو الأزهر وتلك هي العمة الأزهرية التي وإن شابها شيء من غبار وجب تنظيفها والحفاظ عليها لا محاولة هدمها لأن هدمها هدم للفكر المستنير والعلم المستقيم ..
حوار الشيخ مظهر وضيفه السلفي يوضح عمق المأزق الفكري والأخلاقي الذى نعيشه ..
من إهتمام بصغائر الأمور وإفتعال صراعات نحن فى غنى عنها إلى عدم المقدرة على الحوار والمناظرة بحرفية وأخلاقية فتحول اللقاء من مبارزة بالفكر والحجة إلى ضرب بصوابع الكفته ..
أنا هنا لست من أهل العلم الشرعي حتى أفتى فى هذا الأمر ولكن لي الحق فى الإقتناع بما أراه فتوى صائبة ..
وتكمن المشكلة فى عدم القدرة لدى البعض على التمييز بين الحكم الشرعي الثابت وبين الفتوى المتغيرة بتغير الزمان والمكان ..وبين الأمور الثابتة والمستندة لسند واضح صريح من كتاب أو سنة وبين الإجتهاد والإختلاف فى فهم النص الواحد ..
وبما أنني أظن أننا مازلنا فى دولة فيها مؤسسة رسمية للإفتاء على رأسها عالم جليل فلا محل لتلك التلاسنات والصغائر ..
تسمع عن مفتي الجمهورية وعن مفتي الإخوان وعن مفتي السلفيين وأصبحت الجرأة على الفتوى محل نظر...
أيها الدعاة عودوا للدعوة وكفاكم هراء فإما المنبر وإما الأحزاب والكاميرات ..
أما الإخوة المسيحيين فكل عام وهم بخير ومصر بخير ومع الإعتزاز بدينى وبمعتقدى والبراء من أى معتقد يخالف عقيدتى
فكيف لى بزوجتى المسيحية أن لا أعيد عليها وكيف لى بجارى الذى ينسانى أقاربى ولا ينسانى هو فى العيد وكيف لى بصاحب العمل الذى أعمل عنده فيكرمنى ويعطينى فى عيدى عيدية وإجازة مدفوعة الأجر وألقاه فى عيده فأدير له وجهى ...
تعلمت من دينى إن حييت بتحية أى ما كانت أن أردها أو أرد بأحسن منها ..
تعلمت أن من لا يحاربنى ولا يعادينى فى دينى أن أبره وأصله وأعدل معه ....
فكل عام وكل المصريين بل وكل العالم فى سلام وأمان ورخاء وهدانا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد ولما يحب ويرضى وجمعنا على الكلمة السواء أن نعبده و لا نشرك به شيئا ....
ليست هناك تعليقات: