مساحة إعلانية

المعارضة المصرية ...هموم وتحديات ومستقبل وطن ...بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان ديسمبر 24, 2012


عاشت الدولة المصرية عقب ثورة 25 يناير حالة من السيولة فى كل شيء ...وأهم وأخطر من عانى من السيولة هي العملية السياسية والنخبة والأحزاب والتيارات ...
بعد ملحمة الثمانية عشر يوما الأول فى الثورة وحالة التوحد والحب الغير مسبوقة نظرا لوحدة الهدف وقوة الخصم وتنحى الأنا..إنتابت النخب حالة التشتيت ونشأ فى مصر  ما يزيد عن 70 حزب سياسى وتفرعت الحركة الثورية لحركات وجماعات ...
التجريف الفكري على مدار العقود والحرمان السياسي والصراع الأيديولجى والثورة المضادة ومحاولة إحتكار الحق والحقيقة والسلطة من قبل طرف أو آخر هي أسباب تلك الحالة ...
مرت سنتين تقريبا ..وجاء الإستفتاء على الدستور مسبوقا بالإعلان الد ستورى الذى أشعل الأوضاع وقسم المقسم وزاد حالة الإستقطاب التي يتحملها الجميع بلا إستثناء ..
مر الإستفتاء ونجح الحزب الحاكم وحلفاؤه بتمريره بنسبة 64% وبنسبة مشاركة حوالى 30%....
وماذا بعد الإستفتاء ....؟
على المعارضة أن تعي الدرس جيدا وبعيدا عن التجاورات التي حدثت فى الإستفتاء وبعيدا عن إستغلال الدين الذى حدث ومازال يحدث وإن قل سلطان سطوة رجال الدين على القلوب وتركيع العقول ...من أجل وطن سليم ومن أجل تجربة ديموقراطية ناجحة لابد من وجود معارضة وطنية قوية ومخلصة ..فسيطرة فريق واحد أي من كان على مقاليد السلطة سيؤدى لديكتاتورية وإن كانت مقنعة بالديمقراطية .......
على المعارضة النظر لجماعة الإخوان وحزبها بنظرة واقعية بعيدا عن دفن الرؤوس فى الرمال والإعتماد على مقولة السكر والزيت ...الجماعة تملك جيشا بشريا منظما ومرتب وصاحب عقيدة وتملك تكتيكات وخبرات لايمكن إلا أن نتعلم منها ونحترم قدراتها حتى نستطيع منازلتها فى ميدان الديموقراطية ....
حتى تكون هناك معارضة قوية فاعلة ضامنة للتوازن لابد من
أولا إعادة هيكلة الأحزاب الناشئة والدمج إن أمكن وتعميق مفهوم العقيدة السياسية للحزب وخلق كوادر مدربة مؤمنة بعقيدة الحزب الفكرية 
ثانيا إعطاء الخصم السياسي حجمه وحقه وتحليل منطقي لمناطق قوته وضعفه والوقوف على أماكن الضعف والخلل لدى المعارضة 
ثالثا النزول بالخطاب السياسي والبرنامج الواضح المعالم لرجل الشارع بلغته ومشاعره وهمومه ..
رابعا عدم إلقاء اللوم على الحزب الحاكم لمحاولته إضعاف المعارضة وتهميشها وجعلها معارضة شكلية فهذا ديدن الأحزاب الأحكام وستكون الدينية منها أشد لأنها تعتقد فى مواقفها النصرة للدين ...اللوم على من يسمح له بذلك فلابد من فرض نفسك من خلال برنامجك وفكرك وكوادرك وشارعك ..
خامسا الإلتزام بوطنية القضية ..والإيمان بقواعد الديموقراطية والثقة فى المواطن والسعي لمحو الأمية ونشر الوعي السياسي والرهان على التطور الحادث والمستمر فالديمقراطية كالطفل ينموا ويتطور وينضج وأظن نتيجة الإستفتاء أرضية جيدة لبداية البناء 
سادسا- تكوين إئتلاف إنتخابي موسع وتقديم التنازلات وعدم التمسك الحرفي بما يسمى الأوزان السياسية ففى المرحلة الإنتقالية قضية الأوزان محل شك ..فليكن التنافس فى وضع أسماء ذات قيمة تستطيع لعب الدور بحرفية بغض النظر عن كون تلك الأسماء تنتمى لهذه الجبهه أو هذا الحزب 
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وعلى الحزب الحاكم أن يعي أن قوة المعارضة وإظهار عيوبه من خلالها هي ضمانة نجاحه وأنه لو كممت الأفواه وهمشت المعارضة فلن يصبر الشعب 30 عاما حتى يصرخ ...حكومة مستقرة ومؤسسات مستقلة ومعارضة قوية 
تلك هي الضمانات الحقيقية لعبور الوطن,,
هل تعي المعارضة الدرس أم تظل غارقة فى بحور الزيت والسكر حتى تضيع الإنتخابات البرلمانية ثم يبكون على اللبن المسكوب ..؟؟
الأيام كفيلة بالإجابة






د عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام