فن صناعة الألهة فن بشرى قديم قدم الإنسان على هذه الأرض
ولهذا الفن محترفيه وهواته ومريديه عبر العصور والأزمنة..
ولقد زاغت النفوس البشرية وأول من إتخذت من إله هو الهوى ومن أظلم ممن إتخذ إلاهه هواه فضل وأضل ...
مع جريمة القتل الأولى ومع إتخاذ أحد أبناء آدم عليه السلام هواه إلاها وقتله أخاه بغير حق ومن هنا بدأت المأساة وأرسل الله الأنبياء والرسل وأنزل الكتب لتعيد الإستقامة لهذه النفس بعد أن زاغت عن الفطرة وإنحرفت عن الطريق وإنجرفت إلى الهاوية ..
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ....
صناعة الألهة ومحترفيها تباينت حرفيتهم ومهارتهم منهم المقلدون ومن إتخذ من الطبيعة أو بعض مكوناتها ألهه ومنهم من صنع إلاهه ولو من العجوة فإن جاع أكله وهذا هو السامري يصنع عجلا ليعبده من دون الله ..وما أكثر صانعي الألهة ولكن ما إستوقفني بحكم مصريتي هي قصة فرعون وكيف تمت صناعة ألوهيته ..
فرعون إستخف قومه وأطاعوه وصنعوا له ألوهية مزيفة قال أليس لي ملك مصر فخروا له ركعا ..قال أوليست الأنهار تجرى من تحتى فسبحوا بحمده ..قال أنا إله الأرض فبنى له هامان الصرح ليقتل إله السماء...
ومن شدة العمى وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب والبصائر لما رأوا شق البحر لم يتفكروا ولكنهم طوعوا الحدث لخدمة أوهامهم وترهاتهم وتوهموا أن البحر إنشق للفرعون..ما أقبع العمى عندما يطال العقول والقلوب ..
فأضل قومه وأضلوه وضللوه حتى كانوا جميعا من المغرقين ..
هذا حال الطبالين والمنافقين والإمعات فى كل مكان وزمان ..هؤلاء صناع الألهة ومحترفوا هذا الفن البغيض..
وهؤلاء هم الخطر الداهم على كل حاكم أو زعيم ..الخطورة ليست فى المعارضين أو المخالفين أو حتى الواضحين فى الكره والبغضاء ..الخطر كل الخطر فى سحرة فرعون ..
والسحر كما هو معلوم لا يغير حقيقة الأشياء ولكنه يلعب على الخداع والوهم والسيطرة على النفوس الضعيفة وقلب الحقائق فالحبال مازالت حبال لم تتغير ولكن الذى تغير هو النظرة للحبل فخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى ...حتى أوجس النبي الكليم موسى خيفة فى نفسه وهو النبي فكيف بنا ولكن المعية الإلهية حفظته ..لا تخف إنك أنت الأعلى ..
تلك القصة العظيمة الفائدة العميقة المعاني التي وقعت على أرض الكنانة مصر فيها من الدروس والعبر ما يكفي لمن يتدبر..
ولا حظت فى بلدي بلد الفراعنة نشاط فى الأيام الأخيرة لفناني صناعة الألهة ولسارقي الثورات ولمتخذي الأهواء والمصالح ألهة من دون الله ..بعد ثورة 25 يناير وبعد شباب طاهر جاد بأرواحه والآخر جاد بأعضائه ظهر المتلونون والذين إرتدوا عباءة الثورة نفاقا وحاولوا إجهاضها بكل أنواع المكر والخديعة ولكن الله سلم ورد كيدهم فى نحورهم ..منهم من تلون وغير إلهه وبدأ التقرب لأصحاب السلطان الجدد ومنهم من ظل على إلهه القديم ظنا منه أنه قادم وأنه الأقوى ..
ولما شاء رب الأرباب وإله الألهه الواحد الأحد وإنتصر الرئيس الدكتور مرسى وجمع السلطة فى يديه وقضى على الأوهام العالقة فى النفوس بعودة شبح الماضي وفى لحظات تحولت البقية الباقية وأصبحت من رواد الرئيس تمتدح وتسب وتلعن فى حب الرئيس .ولما لا وهؤلاء مؤسسي بالروح بالدم نفديك يا ريس..
ومناصروا الرئيس وجماعته أنسى بعضهم الشيطان وبريق السلطان ما كان وبدأت أشم رائحة الغرور وكأن الضحية السابقة تسعى لأن تكون جلاد اليوم ...
ومر اليوم بسلام كما كان متوقع والحمد لله ونسأل الله أن يديم على مصر نعمة الأمن والأمان ..
السيد الرئيس مقتلك فى هؤلاء فأحذرهم فإن من تبعهم هلك وأهلك
ما أنت إلا أجير فأحسن يحسن الله إليك وإياك ورواد فن صناعة الألهة .......ودعمك مرتبط بالوفاء للثورة وللوعود والعهود فإن أحسنت ساندنا وإن أسأت قومنا...
أما صناع الإلهة فإعبدوا ما شئتم فأما أنا فربى الله ..الواحد الأحد الفرد الصمد ....
ولكم فى قصصهم عبرة يا أولى الألباب..
د عاطف عتمان
ليست هناك تعليقات: