لمحات من كتاب الله ...وإعتصموا...4

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِإِخْوَاناً
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
فى الجزء الرابع وفى سورة آل عمران أمر إلاهي واضح وإعتصموا ..فهل ننفذ الأمر ونقول سمعنا وأطعنا ..أما محل الإعتصام والعاصم لهذه الأمة الذى يجمع الله به شتاتها هو حبل الله هو منهج الله هو كتاب الله هو هدى رسول الله ..
وخاطب الحق القلوب فقال فألف بين قلوبكم وما هذا الذى يستطيع تأليف القلوب وتغليب الحب على النزعات القبلية والعرقية وعلى الوطنيات والقوميات والألوان والمصالح الشخصية ...راية الحق ...راية الإيمان ..راية التسليم للملك الديان..حبل الله هو الكفيل إذا إعتصمنا به  بتأليف القلوب ..
جاء الإسلام فحرر الإنسان من كل القيود وحرر العقول والقلوب
وأعلى من قيمة الفرد وحريته بغض النظر عن نسبه أو عرقه أو لونه فلا فرق بين عربي وعجمي إلا بالعمل ..ولا تزر وازرة وزر أخرى فبلال العبد الحبشي الأسود أصبح سيدا بعمله وبشخصه لم يضره سواده ولم تؤخره عبوديته وأبو لهب عم النبي وإبن عبدالمطلب وجميل الوجه لم يسرع به نسبه ولا حسبه ولا لونه فتبت يده وتب..
راية الإيمان التي جمعت صهيب الرومي الذى ترك الدنيا ومتاعها ليهاجر بدينه ويقول له الحبيب ربح البيع..جمعته مع سلمان الفارسي الذى جاب الأرض بحثا عن الحق والذى قال فيه الرسول الكريم سلمان منا آل البيت ومعهم سيدنا بلال الحبشي الذى سمع الرسول الكريم صوت نعليه بالجنة ومعهم عمار الضعيف وأبا ذر وسمية وياسر جنب إلى جنب بسادة العرب أبا بكر والفاروق وذي النورين ...إنه حبل الله المتين وإنها راية التوحيد
حبل الله جمع بين الأوس والخزرج بعد ما كان بينهم من دماء  ويقول المفسرون فى سبب نزول الآية أن يهودي  سعى بالفتنة بين الأوس والخزرج بتذكيرهم بيوم بعاث حتى كاد الدم الطاهر أن يسيل ..وغضب الرسول الكريم وقال أفبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهر انيكم..وقرأ عليهم الآية محل الكلام ففاضت الأعين ورقت القلوب وخمدت نار الفتنة وتعانق الفرقاء صغت قلوبهم وقالوا سمعنا وأطعنا ..ذهب الأوس والخزرج وبقي الأمر الرباني وإعتصموا هل نكون ممن قالوا سمعنا وأطعنا أم ممن كسى الران قلوبهم وقالوا سمعنا وعصينا ...؟
لاحظوا دور اليهود التاريخي منذ قتل الأنبياء حتى اليوم؟
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا وأنزع الحقد والحسد والشقاق والخلاف وحب الدنيا من نفوسنا ..ربنا لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا ...ربنا إنك رؤوف رحيم 

د عاطف عتمان