مساحة إعلانية

تأملات في المشهد

عاطف عبدالعزيز عتمان أكتوبر 10, 2025

 



🦌تأملات في المشهد


🪟 ​إنَّ مشهد نهاية الإبادة في القطاع، وفرحة الإنسان بها، هو حتمًا مشهدٌ بديعٌ ومُلْهِم.
فما أحلى الحياة وما أشدَّ ظلمة الدمار والخراب وسفك الدماء.
​ولا يقل إلهامًا عن ذلك المشهد حالة الانقسام حول ما حدث خلال عامين، وحول ما نتمناه أن يكون نهاية للدمار.

😎 هنا، بدأت أريامي تتأمل المشهد بعيونٍ متعددة؛ عيونٍ شاهدة أو تتوهم أنها شاهدة.
​تخيل حدثا معاصرا له مئات الآلاف من شهود العيان ومئات الملايين ممن يظنون أنهم كذلك عبر ما يُنقل إليهم.
في عالمٍ أصبح كقرية صغيرة، تظل الروايات ليست واحدة ولن تكون.
​فمن المنتصر؟
ومن الذي نصره؟
من المتسبب؟
ومن الذي أنهى الحرب؟

👀​عين ترى صمودًا أسطوريًا لشعب محاصر، هو قمة الانتصار. وفي المقابل، عين أخرى كل ما يهمها هو فرحة الأطفال والنساء والكبار بانتهاء صوت الرصاص.

👀 ​عين ترى الدمار والخراب الذي حلَّ وأنين الجرحى ودموع اليتامى دون جدوى، حيث أصبحت العودة إلى الماضي حلمًا بعيد المنال.

👀 ​عين ترى أن السابع من أكتوبر قد أعاد القضية إلى الواجهة، وفي المقابل، عين أخرى تراها مؤامرة أو حماقة على أقل تقدير، منحت فرصة لتغيير معالم المنطقة.

👀 ​عين ترى أن "يهوه" انتصر، وعين أخرى ترى أن "الله" انتصر، وعين ثالثة ترى أننا خذلنا الله فخَذَلَنا.

🙋​السؤال الجوهري
​الشاهد الأهم والأخطر عند الأريام هو: إذا كان هذا الاختلاف والتضارب (أحيانًا) يحيط بحدث معاصر عليه آلاف الشهود وأدلة التوثيق، فكيف الحال بما نُقِل إلينا عبر التاريخ ولا شهود عليه ولا أدلة توثيق؟
​هذا السؤال العميق يقتضي تأملاً ليتولد منه سؤال جديد:
​هل هناك بين الروايات المنقولة عبر التاريخ ما يستحق أن نخالف الفطرة من أجله، وأن ندمر الحاضر والمستقبل بسبب سردياته؟

🦌 أما عيني فمشغولة بصورة الإبتسامة الباكية الناجية بحياتها من هذه المحرقة وإن لم تخرج منها كما كانت بكل تأكيد إلا أن الأمل مازال باقيا في مدواة الجراح.

الحمد لله على نهاية نتمنى أن تتم لمأساة القرن ومع الاتفاق وطبيعة تناوله من الفرقاء وغياب إجابة حقيقية واحدة عن المنتصر والناصر تتضح الحقيقة بأنه لا حقيقة بل أدوار على المسرح..
يارب سلام يداوي الجراح.

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام