مساحة إعلانية

الإسلام هو الحل

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 19, 2024

 



الإسلام هو الحل

شعار يذكرني بأيام اليفط الكحلي في الانتخابات وحمية الهتاف في المظاهرات ولم يكن ينقص هذا الشعار الاستدلال بالنصوص والآيات من ومن يبتغي غير الإسلام، مرورا بأن صلاتي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، حتى ومن لم يحكم بما أنزل الله في آيات الحاكمية التي أسست للفكر التكفيري الجهادي✍️ لم يكن هنا للعقل دور وللنقاش مساحة؛ فالأمر يصدر على أنه دين، والدين يسير وفق برنامج سمعنا وأطعنا (لمن)، فلا تناقش ولا تجادل.
لكن عندما يفيق العقل من السكرة ويبدأ في التحليل والتساؤل في محاولة الفهم وفك تشابك الخيوط تبدأ الحقائق في التجلي.
✍️ الإسلام هو الحل شعار يصلح حال وجود النبي فعندما تخرج سيوف الأوس والخزرج من أغمادها ليقتتلوا فيغضب النبي ويقول أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم فتعود السيوف إلى الأغماد، وبعده ما عادت إلى الأغماد إلا بالدم.
في غياب النبي من الخطأ استمرار الشعار دون تعديل بأن يتحول إلى فهمي الإسلام هو الحل.
فهمي الإسلام هو الحل شعار لا إشكالية فيه على الإطلاق للمسلم على أن يكون حل لي ولخلاصي لأنه فهمي، ومستحيل أن يكون حل لغيري صاحب الفهم المختلف أو صاحب الدين المختلف.
✍️ بالعودة إلى الشعار الأشهر في القرن الأخير وهو أن الإسلام هو الحل ومحاولة تفكيكه ستكون الصدمة الأولى عند الألباني ومدرسته الذي قال خلافنا معهم في الأصول لا الفروع، وبداية طعن في العقيدة من أدعياء الدين السني وبعضهم البعض، ليثار التساؤل الأول عن أي إسلام فيهم هو الحل...؟
السلفي أم الأشعري... السلفي المثبت أم المفوض...!
✍️ عندما نحاول تفكيك فكرة أن الإسلام هو الحل ستواجه معضلتين لابد من حلهم لتجنب الصراعات الدموية...
الأولى أي إسلام هو الحل وحل لماذا؟
إسلام عبد رب الرسول سياف أم أحمد شاه مسعود أم برهان الدين رباني أم عبد الرشيد دستم أم طالبان، ولا يعرف هؤلاء إلا المهتم بملف المجاهدين الأفغان من مقاومة الاحتلال إلى الصراع على السلطة.
إسلام الشيعة أم السنة أم الإباضية...
دون الاتفاق المستحيل بين المسلمين على أي إسلام الذي هو الحل يتحول الشعار إلى صراع وبحور من الدماء لا تنتهي.
ما أراقه بن الوهاب من دماء من خالف إسلامه من المسلمين معلومة وما بينه وبين أخيه سليمان معلوم لكن فقط نحتاج لنعقل.
✍️ المعضلة الثانية إن منحت نفسي حقا أن أجعل ديني هو الحل فللآخر أن يجعل دينه هو الحل وإن كانت نصوصي هي من تحكم العلاقات مع الآخر فمن حقه أن يبيدني باستخدام نصوصه، وهنا تصبح الغلبة والهيمنة للأقوى الذي يستطيع فرض حلوله بالقوة، وتستمر فصول الصراع التاريخي على حساب الإنسان...


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام