مساحة إعلانية

الجنة ما تطلع برا الاتتين دول

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 01, 2022

 


الجنة ما تطلع برا الاتتين دول

عثمان الفهمان الشاب السوداني يعتنق المسيحية والإسلام ويقول: الجنة ما تطلع برا الاتتين دول!
تعليقات ساخرة، تنمر خدمه اسم عثمان أنه الفهمان، وعادة ما تتوقف الأريام عند هذه القضايا لتتأمل وتنظر من زوايا مختلفة.

في 2018 اعتنق الشاب سليم البزمار الديانات الإسلاميَّة وَالْمَسِيحِيَّة والبوذيَّة في الوقت نفسه، كإجراء احترازيٍّ لتحقيق حسن الخاتمة وزيادة فرصه بالحصول على مكافأة لاعتناقه ديناً صحيحاً فزاد على عثمان ديانة أقدم.

حالة من السخرية هي السائدة في تناول الخبر القديم والحديث، وتهم بحب الشهرة لا يمكنني نفيها أو إثباتها، لكن حالتي سليم البزمار وعثمان الفهمان تستحقان التأمل طويلا، وحالة السخرية أيضا تستحق التأمل!

الغريب أن معظم أو كل الساخرين مع اختلاف أديانهم ومذاهبهم وارثون ليس إلا، وربما لم يخطر ببال أحدهم يوم ماذا لو أخطأ الطريق، وكل وارث منهم يظن أنه الناجي فقط بميراث لا فضل له فيه، والآخر هالك بميراث لا ذنب له فيه؟!

هل بإمكان الإنسان الإيمان بأكثر من معتقد (يناقض بعضه بعضا أو على الأقل تتناقض القراءات للنص) تقسيما بين الأيام، وزيادة في فرص النجاة في لعبة غير عادلة؟!

ماذا عن العقائد المختلفة داخل الدين الواحد؟!
السؤال الأهم والأخطر هو الدافع المعلن الذي جعل سليم وعثمان ينتهجان هذا السلوك الذي أراه مرتبك نتيجة القلق المشروع؛ فقضية احتكار الخلاص والفرصة الواحدة، والطريق الواحد التي يؤمن بها أغلب كهنة الأديان، وأتباعهم، نظرية في منتهى الخطورة، وقد تجاوزت الأديان المختلفة لتصبح هناك فرقة واحدة في الدين هي الناجية!
هل يمكن أن أعيش عمر عبد الحسين الحلاج بطرس مارتن لوثر شمعون بوذا؟!
أم أن المخرج أن أكون ما يرضاه عقلي وتألفه فطرتي متقبلا هذا الحق لغيري ومدركا بشرية فهمي؟

هل سألت نفسك يوما أنك ربما راهنت رهانا خاسرا على دينك ومعتقدك؟
على حد معرفتي أن أهل الأديان يحتكر كل منهم النجاة لأتباعه، وداخل الدين يحتكر أهل المذاهب النجاة لمن في حظيرتهم ومن سواهم من البشر هالكين، وهذا يعني أن النجاة مهما كانت الفرقة المحتكرة لها لن تكون إلا لقليل من الناس وأغلبهم هلكى في لعبة الفرصة الواحدة!

كنت أحاور صديقا فانتقد مني ما رآه تعصبا وأنه لولا التعصب لآمنت بخلاصي في المسيح، فقلت له ألا يكفيني إيماني بطهارة العذراء وفضلها، وحبي للسيد المسيح -عليه السلام-  ولرسالته التي يغلب على ظني أنه حملها، وتعاليمه وإن اختلفت في التصورات اللاهوتية التي لم يتفق عليها أبناء نفس الدين!
ألا يكفيني التوجه لله الواحد بالعبادة وإن اختلفت الطقوس؟
قال لا للأسف فلا نجاة إن لم تؤمن به وفق الأقانيم الثلاثة.
قلت له وإن اجتهدت فأخطأت الوصول ولم يتبين لي حق أجحده؟!
قال أنت تتهم الله بعدم العدل والحكمة، فلك عقل وأرسل الله ابنه الذي هو التجسيد الذي يناسب طبيعتك لتدركه وليقم عليك الحجة.
قلت لكني أرفض التجسيد حتى عند أبناء ديني!

يا صديقي هذا المنطق هو لسان حال المناظرات بين أهل العقائد والأديان والمذاهب لكني لم أعاين هذا ولم يثبت لدي صدقه، فلم أر موسى ولا المسيح ولا محمد ولا من سبقهم عليهم جميعا الصلاة والسلام، ولم أعاين معجزاتهم الحسية، ولم أسمع منهم، وما نقل إلي عنهم أعمل فيه العقل وأعرضه على قلبي، فأقبل ما تألفه فطرتي ويقر بصوابه عقلي، والله ربما وهبك من المواهب والذكاء ما حرمني منه، وميراثا غير ميراثي، وهو العادل سبحانه فلكل منا معيار في الحساب.

السؤال الملح والأخطر والأكثر غيابا عن غالب البشر مع أنه مصيري، هل أنا من أهل النجاة، ألا يمكن أن يكون رهاني خاسرا؟
هل النجاة لفرقة واحدة وأين تلك الفرقة وأين الدليل القطعي الملزم بنجاتها؟
إذا عملت صالحا واخترت منهجا ومذهبا واعتقادا قبله عقلي وارتضته فطرتي هل يضمن ذلك لي النجاة أم يذهب عملي الصالح نتيجة خطأ غير متعمد في تصوري للإله والطريق الذي يحب؟

ولدت وارثا لغة ودينا ومذهبا وبيئة شكلوا تفكيري وقناعاتي وبفرضية امتلاكي العقل الواعي، والإمكانات اللغوية والتحرر الفكري لأطلع وأوازن بين بعض العقائد، فلا يمكنني معرفة الكل ومن ثم الاختيار وما هو ضامن سلامة الاختيار؟
هل نتعامل بنظرية سليم وعثمان اللامعقولة إيمانا بمجموعة عقائد لزيادة فرصة النجاة وماذا لو كانت النجاة في معتقد لم أبلغه؟
هل يكون الخلاص الحقيقي في تعدد الطرق إلى الله وليس في احتكار المذهب والجماعة للنجاة؟!
أحترم من تفكر فوصل وإن خالفني الوصول وأتحفظ على الوارث الذي يتعالى بميراثه على مخالفيه فيا وارثا رفقا بالوارث .


اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية من كتاب صلاة الإنسانية للكاتب عاطف عتمان عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:
http://bit.ly/2uPwmXR
للاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242
#كُتبنا
#الكتب_شغف_لا_ينتهي

كتاب

اقرأ على واحة الأريام 


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام