قالت ريمي المتمردة كنت وأصبحت!
كنت تابعة لرجال الدين أبكي خلف خطبهم وأقول لهم سمعت وأطعت وأصبحت حرة عاقلة غير تابعة تفيض عيني أحيانا من خشية الله وأستمع القول فأتبع أحسنه.كنت كثيرة العبادة شديدة الخوف من الله حد الفزع، خائفة على أسفل الكعبين من النار، أحلم بالقبر وعذابه والصراط وأهواله، وأني لن أدخل الجنة بعملي.كنت أكره في الله وأمتلك الحق المطلق وأتمنى الموت في سبيل الله، وأكره كل من هم ليسوا على ما أنا عليه، وأرطب من الكراهية المقدسة بأنها لا تنافي العدل.
كنت أكبر لله شكرا على تكفير الدكتور نصر حامد أبو زيد وأفرح لأبراج أمريكا المهدمة، وأتمنى قتل سلمان رشدي، وأكفر الشيعة، وأكره المسيحي، وعلي يقين داخلي أنه يكرهني، وأن الأمر مغالبة وتقية وأنني أنا الأعلى ولابد له أن يظل أدني، وأعيش تناقض حرمة محبته مع العدل معه، قصة بن عمرو بن العاص مع التضييق عليه وعدم بدئه بالسلام وعدم رد السلام عليه إلا بعليكم!
كنت أعمم الحكم ولا أفرق بين الفعل والفاعل، وأتمنى سيف الخليفة الذي يلزم الناس بشرع الله وأنتظر تعبيد الأرض لله وكسر شوكة أعداء الله وإذلالهم.
كنت أخاف الله رعبا فأكتم الأسئلة وأسجن الخواطر وأرهق الفطرة؛ فكل تعقل وسؤال غير معتاد هو من الشيطان وحله كتمه والاستعاذة.
أصبحت عميقة العبادة، شديدة الحب لله وعلي يقين أنه يحبني، ولم يعد أسفل الكعبين يؤرقني ما سجد القلب لله وتواضعت لخلق الله، وأدركت أن الجنة والرضوان بيدي وحصاد عملي؛ فأنا سيدة الامتحان ولي أسئلتي الخاصة وأجوبتي الخاصة وميزاني الخاص وربي عليم حكيم رحمن رحيم.
أصبحت أحب الله وبحبه أحببت كل شيء خلقه وأحببت صنعته البشرية، وأدركت بشريتي ونسبية أحكامي وفهمي، أحب كل خلق الله، أتكامل مع المختلف، ومنهجي التعارف مع الجميع، لا أقول للناس إلا الحسنى، أتمنى الحياة في رضا الله، وأؤمن بحق الإنسان في حرية العقيدة والعبادة والتفكير وحقه في المساواة والكرامة الإنسانية.
أصبحت مشغولة عن التكفير بالتفكير، مشغولة عن مصائر الخلق بمصيري.
أرى أبواب الله المتعددة وبكل باب أنقياء وارثين أو متفكرين هداهم تفكيرهم لهذا الباب!
أدركت أن هناك إيمان وإيمان آخر وليس ثنائية الإيمان والكفر فقط.
آمنت بفطرتي وإرادتي وعقلي الذي كلفت به وأحاسب على مقدرته، أعرض كل أمر على الفطرة والعقل وما أنفت منه الفطرة ورفضه العقل رفضته ولو أجمع عليه من في الأرض جميعا.
أصبح لي إخوة من كل الأطياف والألوان والمذاهب والعقائد أحبهم وإن اختلفت معهم وأعتز بمواطن الاختلاف دون أن تصبح مصدر صراع أو كراهية؛ فالأرض لي وله وليس بيننا إلا قول الحسنى والجدال بالتي هي أحسن ومن بعدها هو أخي ما دام مسالما عبد الله أم عبد الحجر.
أصبحت مؤمنة بالمساواة بين الناس والمواطنة والمحبة للجميع مفرقة بين الفعل والفاعل؛ فكراهية الظلم لا تلزمني بكراهية الظالم.
حررت نفسي وعقلي وأصبح السؤال منهجي وخاصة السؤال العاقل الذي هو وسيلة الوصول إلى الحقائق ويبقى الوصول نسبي.
التلقي الناقد سبيلي اجتهادا لا أدعي فيه وصولا لحق مطلق ولا ألزم بوصولي إلا نفسي.
الإمامان الجليلان الجاحظ والعنبري صرحا بوضوح أن المجتهد مأجور عند الله إن صدق في بحثه ونظره، ولو وصل باجتهاده إلى دين غير ديننا!!!!
______
ربما بعد اليقين يقين.
اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية من كتاب صلاة الإنسانية للكاتب عاطف عتمان عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:
http://bit.ly/2uPwmXR
للاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242
#كُتبنا
#الكتب_شغف_لا_ينتهي
ليست هناك تعليقات: