إلى صديقي اللدود
السلام من الله السلام عليكم ورحمته وبركاته.
السلام الذي ضاع من أمة السلام لما فرغنا الحرف من المعنى فألقينا السلام والنفس خاوية لم تعرف يوما معنى السلام.
السلام على من سينتهي بي وبه المطاف لوجبة للدود وبقايا تحت الأقدام تذوب، فإن كانت كذلك فلنجعل الدود يفخر بوجبة من لم تزل أقدامهم بعد ثبوتها.
يا صديقي
إياك والصغار فصداقتهم تورث الصَغار، ولاؤهم بالنهار وفي الليل عقارب لئام.
قالوا في الأمثال في سابق الأيام صديقك من يصدقك وإن كان بصدقه يصدمك وليس ذلك الذي يرد السلام وهو حرف حرب وعبد مصلحة لا يصدق يوما إلا وهو كذوب أفاق.
يا صديقي
ما بين الإنسان والتصرفات والأفعال بيان.
فحبي لك وإحتراماتي لا تعني تبعية العميان، وإن اتفقت معك الآن فاعلم أنني غدا مختلف وبعد غد نعود للاتفاق، وهذا هو العالم الذي يتمتع بنزاهة الأفكار.
إياك والمنتفعين فغدا تزول المنفعة فتزل القلوب قبل الأقدام، وكن واعيا لكل نصيحة صادقة فهي بر الأمان، وكن بالله والحق عزيزا لا تخشى في الله الملام.
ومع صدق هذا الكلام لن يهتم بنقله هماز ولا لماز وفي النهاية قال الشاعر المجهول الهمام:
إيّاك تجني سكّراً من حنظلٍ فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
في الجوّ مكتوبٌ على صحف الهوى من يعمل المعروف يجزى بمثله.
ليست هناك تعليقات: