العقيدة المسيحية هي امتداد للعقيدة الإبراهيمية في التوحيد مع الدكتور يوسف قدو في ظلال صلاة الإنسانية ثورة حالم في واحة الأريام الحلقة الأولى 1 من الحوار ال 17 من الرحلة في ظلال كتاب صلاة الانسانية .
أثر السياسة على التمذهب في الأديان الثلاثة الرئيسية.
تحية إكرام وإجلال لك دكتور عاطف عتمان، منك السلام وإليك السلام، أيها الصديق الذي طالما كنت أتوق لصحبة نموذجه النادر.
ــ أنا عراقي مسيحي من مواليد بغداد، الدورة، في سنة 1980، من أب عراقي وأم لبنانية، متزوج ورزقت بابنتين هما جيهان وسمر، درست في مدارس الجذب الجيد في بغداد، وأكملت دراستي الجامعية الأولية والعليا في بيروت، إذ اشتغلت على موضوعة
(الأثر السياسي في تمذهب الأديان- دراسة مقارنة بين الديانات الرئيسة الثلاث)
، وكان هذا الموضوع من نتاج مراسلاتي مع أستاذ نقد التراث العربي في جامعة بغداد البروفيسور حسام الدين الآلوسي، وبعد إكمال دراستي العليا عدت إلى بغداد وفي جامعتها العريقة.
يقال في فلسفة الجمال إنّ الرمز لغة الفن، فلو استعملنا هذه اللغة بلحاظ أثر الدين في نشأة الفن، لأمكننا أن نجعل من العقائد محلاً للتقريب، متخذين من التأويل منهجاً لتفسير العقيدة على طريقة ابن رشد، وبهذا سنرى الجميع يتسابق للبوح بنتائج بحوثه العقائدية، متجاوزين حالة الجذب والاستقطاب التي يدعو لها التمذهب على لسان اللاهوتيين والمتكلمين والسياسيين، فالخلل يكمن في لغة التخاطب المتبعة من قبل الباحثين وليس في العقيدة.
ــ إنّ الذهنية العقائدية التقليدية كانت سبباً رئيساً في التقوقع الذي أصاب الديانات على السواء، فهذه الذهنية تعاني من أزمة ثقة بالنفس، بدلالة أنها تخشى الانفتاح على الآخر، فسمة الانغلاق التي تتسم بها هذه الذهنية المهزومة التي سادت المجتمع من حيث لا يشعر ولـّدت جهل الذات بالآخر، فأصبحت الذات فاقدة لأي سبب من أسباب التوجه نحو الآخر الذي أعتبره ضروري المعرفة، فهذه الذهنية أغلقت المذهب وأغلقت الدين وأغلقت الوطن أيضاً، حتى أنني أكاد أجزم- في الإسلام مثلاً- أنّ السني لا يدرك إلاّ قشور المذهب الشيعي، والشيعي لا يدرك إلاّ قشور المذهب السني، مع أنّ كلا المذهبين ينتمي إلى الدين نفسه وهو الإسلام، فما بالك والحال مع دين آخر كالمسيحية؟!
وربما البعض يخشى من فتح الإنجيل، أو يخشى حتى من لمس الصليب، كما هو حاصل مع بعض رجال ديننا الذين يخشون من (ألم) (ألف لام ميم) القرآن!
والطريف في الموضوع هو أنني هنا لا أتحدث عن جهل العامة، بل أتحدث عن جهل المختصين بالعقائد والمثقفين وأصحاب الشهادات العليا، بل وأتحدث عن العلماء أنفسهم.
ــ العقيدة المسيحية هي امتداد للعقيدة الإبراهيمية في التوحيد، وهي تتمحور حول الكتاب المقدس واليسوع، وبداية الخلاف بين الطوائف المسيحية الرئيسة الثلاث خلاف فكري بحت، وهو خلاف مشروع، هو خلاف (التراث والتجديد)، خلاف (الانفتاح والانغلاق)، خلاف (النص والاجتهاد)، خلاف (القديم والجديد)، ودليلي على هذا هو أنّ كل طائفة قد ولدت من رحم الأخرى، فالكاثوليكية ولدت من رحم الأرثوذكسية، والبروتستانتية ولدت من رحم الكاثوليكية، ولكن الخلاف الفكري انجر إلى صراع غير مشروع حين دخلت السياسة على الخط ، فأفقد الصراع هذا التعدد الجمالية والمشروعية ، تماماً مثلما حصل في الإسلام كلامياً، حيث ولدت عقائد الشيخ واصل بن عطاء المعتزلي من رحم عقائد الشيخ الحسن البصري، ومن ثم ولدت عقائد الأشاعرة من رحم عقائد الاعتزال ، فهذا التوالد الفكري توالد مشروع وممدوح ، لكن تحول إلى خانة النقد والنقد اللاذع حين تدخلت الخلافة (السياسة) في وسط المتكلمين، وأصبحت تقرب هذا المتكلم على حساب هذا، ومن ثم جاء خليفة آخر قرب المبعد وأبعد المقرب، مع أنهار من الدماء، وكما يحصل الآن من احتراب طائفي دموي مقيت في العراق بين أبناء الدين الواحد من السنة والشيعة، مع أنّ أصل الخلاف بين هذين المذهبين الكبيرين هو خلاف عقائدي فكري، لكن حين تتدخل السياسة وتستغل الظرف العقائدي وتفعل فعلتها يحصل المحذور، هذا الذي حصل عندنا
ليست هناك تعليقات: