الصادق يوضح حقيقة ثأر الحسين عليه السلام.
راية الإمام الحسين وحقيقتها مع العلامة اللبناني السيد علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين في الحلقة العاشرة من سلسلة حلقات في ظلال صلاة الإنسانية.
استشهد أمير المؤمنين علي ومن بعده الحسن والحسين رضي الله عنهم وهنا أقف عند راية الحسين رضي الله عنه وأرضاه، ما حقيقة تلك الراية وكيف ننتصر نحن الآن لأبي عبدالله الحسين ؟
وهل راية الحسين هي الكراهية واللعن واللطم والتباكي ؟
ج٢-في تاريخنا الإسلامي محطات أليمة نتذكرها ونتذكر أصحابها لنأخذ منها ومنهم الدروس والعبر، وراية الإمام الحسين التي كانت راية حق فاقت حادثة مقتله في فصولها المأساوية ومضمونها الإجرامي كل التوقعات حيث ظهرت فيها الجرأة البالغة على سفك الدماء التي حرم الله سفكها بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصدري العقيدة والشريعة للرسالة التي آمن بها المسلمون وقد وصلت تلك الجرأة على المحارم الى رموز دينية كبرى لها مكانتها وقدسيتها في نفوس المؤمنين جميعا الذين آمنوا بالله ورسوله فأصابت الامام الحسين ابن بنت رسول الله واهل بيته واصحابه والمسلمون يومئذ كان قد وصلهم سماعا ورواية قول رسول الله عليه الصلاة والسلام (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
ولذلك كانت فاجعة كربلاء فجيعة عظمى على كل المسلمين أصابتهم في الصميم. وقد كان من اسباب اقامة هذه الذكرى سنويا اظهارا لمدى فظاعة هذه الجريمة والاستنكار لها والتنديد بها حتى لا تتكرر المأساة في حياة المسلمين وحقنا لدمائهم لأن دماء الامام الحسين اذا ذهبت بدون تنديد واستنكار متواصلين فلا تبقى من قيمة لحرمة سفك الدماء بين المسلمين وانتهاك سائر الحرمات والمحرمات الاخرى.
ولكن بعضهم قد حاولوا في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ أن يستغلوا مقتل الامام الحسين في مشاريعهم السياسية وطموحاتهم السلطوية وكانوا يجمعون الناس تحت شعار (يا لثارات الحسين) لأن قضية الامام الحسين يتعاطف معها الناس لمظلوميته وموقعه الديني عند المسلمين.
وقد أدرك الامام الصادق مخاطر هذا الشعار على إشعال نار الفتن والحروب في المجتمع الإسلامي فواجه هذه الحالة التي كانت تخفي وراءها الكثير من حب السلطة والنفوذ وقال لهم ان الامام الحسين ليس ثارا لاشخاص ولا لقبيلة ولا لعشيرة انه ثار الله ، فالشهيد عندما يقتل في سبيل الله فإن الله تعالى هو الذي يتولى أخذ ثأره من الظالمين من خلال أحكامه وقوانينه التي يسقط بها عروش الطغاة والجبابرة ، فالامام الحسين ليس ثأراً لبني هاشم وليس ثأرا لطائفة ومذهب والذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء أصبحوا في محكمة الله فالإمام الحسين قد مضى شهيدا والشهيد ثار الله والله خير الحاكمين.
ولذلك كان الإمام الصادق يخاطب الامام الحسين عليه السلام عند زيارة ضريحه بقوله له: (السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره).
والتركيز على راية الإمام الحسين ينبغي أن يكون على أهدافها الوحدوية والإصلاحية كما قال
(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً،ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر..)
ولا يصح استذكارها بلطم الصدور وضرب الرؤوس ونشر الكراهة بين المسلمين على ماضٍ لم يصنعوه، وهو موضع استنكار وتنديد منهم جميعاً على اختلاف مذاهبهم
ليست هناك تعليقات: