الإمام محمد الباقر يحدد صفات شيعة آل البيت ويعرف الولاية لهم بأنها طاعة الله وعداوتهم بأنها معصية الله.
طبيعة الصراع في الفتنة التي اشتعلت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه .
روى جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر (ع) حيث قال : يا جابر أيكتفي من إنتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت !
فوالله ما شيعتنا إلا من إتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع ، والتخشع، وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن ، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .
فقال جابر :
يا بن رسول الله، لست أعرف أحداً بهذه الصفة .
فقال (عليه السلام) :
يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه !
فلو قال أحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله خير من علي ، ثم لا يعمل بعمله ولا يتبع سنته ما نفعه حبه إياه شيئاً . فاتقوا الله لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له وأعملهم بطاعته ، والله ما يتقرب إلى الله جل ثناؤه إلا بالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو ، ولا تنال ولايتنا إلا بالورع والعمل
- في صدر الإسلام زالت كل الحواجز العرقية والإجتماعية فكان بلال العبد الحبشي سيدا واجتمع أبوبكر وعمر وعليّ وعثمان على أخوة مع سلمان الفارسي وصهيب الرومي وأبوذر الغفاري وطلب عمر وعلي الدعاء من أويس القرني !!
ماذا حدث إبان الفتنة وهل كان نزاع عقائدي أم سياسي ؟
ج١-عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، إبتداءً أتقدم منكم بالشكر على هذه المبادرة الطيبة وعلى جهودكم المشكورة في سبيل التقريب بين أبناء الأمة الواحدة من مختلف المذاهب، وبعد..
فإن الدين قد اكتمل في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وآمن برسالته المهاجرون والأنصار ورفعوا راية الإسلام ودافعوا عن صاحب الرسالة بالنفس والنفيس، وكانوا كما وصفهم الله تعالى(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) وقد ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء والأخوة والإخلاص للرسول والرسالة التي تجاوزت في تعاليمها الأعراق والألوان واللغات والأجناس حين أعلنت عن المساواة بين الناس، وقد جسّدوا تلك التعاليم في حياتهم وعلاقاتهم، واستمروا على ذلك بعد انتقال رسول الله إلى الملأ الأعلى، وكان من الطبيعي أن يؤثر انتهاء عهد الوحي الإلهي وغياب قيادة الرسول المسدّدة به على أمّته وخصوصاً على أصحابه، وكان من الطبيعي أيضاً أن يحصل الإختلاف بينهم في وجهات النظر حول إدارة أمور الدولة التي كانت ما تزال حديثة العهد، ولكنهم لم يختلفوا أبداً على أصول الإعتقاد بالرسالة والعمل بأركانها، وقد قتل الخليفة عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن، وقتل الإمام علي عليه السلام أثناء الصلاة في مسجد الكوفة، وهذا من الكثير الذي يشير إلى أن الإختلاف الذي حصل في زمن الفتنة لم يكن على عقائد الدين، وإنما كان خلافاً على السياسة ، وقد روي عن الإمام علي قوله في الصراع الذي حصل مع معاوية (...وكان بدء أمرنا أنّا التقينا والقوم من أهل الشام والظاهر أنٌ ربّنا واحد ونبيّنا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة ، لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتّصديق برسوله ولا يستزيدوننا ، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان...).
ليست هناك تعليقات: