02/01/2021
العميان والفيل
قصة عن بوذا مفادها أن أحد الملوك جمع كل رعاياه العميان وقسمهم مجموعات، وأوقف كل مجموعة أمام جزء معين من أجزاء فيل ضخم، وطلب من كل مجموعة أن تصف طبيعة ما تلمس من حيوان (هنا ما تلمس هو ما ترى).
الذين لمسوا الرأس وصفوها بما يشبه جرة الماء، والذين لمسوا الناب وصفوه بالوتد، والذي لمسوا القدم وصفوها بالعمود، والذين لمسوا الأذن وصفوها بمروحة ذر الغلال.!
ثم اختلفت المجموعات، وتصر كل مجموعة على أن تعريفها هو الصحيح وتعريف الآخرين خطأ!
من منهم يملك الحقيقة ومن منهم يملك الحقيقة الكاملة؟
تأملات الأريام
تتأمل الأريام المشهد وتتذكر صورة مجسمة لكتاب يرى واحد منه وجهه ويرى الآخر الوجه الثاني للكتاب ويصر المختلفين على تخطئة بعضهم البعض.!
العمى هل هو فقدان البصر أم عدم رؤية الشيء بالعين، أم عدم إدراك الفكرة بالعقل، أم غياب الاستقبال السليم للمشاعر؟
ماذا عن العمى النسبي الذي أرى فيه جانب وتخفى عني جوانب مع سلامة العينين وقوة البصر!
ماذا عن عمى البصيرة ورؤية الأشياء على غير حقيقتها وفهم الأفكار والنصوص على غير مراد منشئها؟
هل كل ما يغيب عني غير موجود؟
هنا يقول الفيلسوف جان جاك روسو بأن الحقيقة في الأشياء وليست في حكمي عليها.
الرواة والرواية
كانت مظاهرة يشاهدها مجموعة من الناس على مقهى وكل وثق روايته لما رأي...
كتب أحدهم تعامل عنيف من الشرطة وسحل متظاهرة، وكتب الثاني شاب يحمل فتاة على كتفه بلا حياء ولا قيم ولا أخلاق، وكتب الثالث الجو خريفي بديع وبدأت تتساقط حبات المطر ونسمات باردة رقيقة، وكتب الرابع الشعب ثائر وغاضب والشباب يهتف بحماس والمظاهرة قوية وصاخبة ورجال الشرطة يراقبون في قلق.
التنويري الحقيقي متسامح لأنه يلتمس الأعذار للعقول الحبيسة لذوي النوايا المخلصة.
اقرأ أكثر ترى أكثر
التنويري إنساني متسامح منفتح على الجميع، زكاة نور أبصره فأبصر به أن ينير به ويعذر من لا يراه ويدرك أن السائرين في نفس الطريق يرى كل منهم حسب بصره وبصيرته ورغبته.
اطلب بشكل مباشر نسختك الورقية من كتاب صلاة الإنسانية للكاتب عاطف عتمان عبر خدمة Bosta للتوصيل، والمتاحة في جميع أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من خلال هذا الرابط:
http://bit.ly/2uPwmXR
للاستفسارات يسعدنا تواصلك معنا على رقم خدمة العملاء: 01220222242
#كُتبنا
#الكتب_شغف_لا_ينتهي
ليست هناك تعليقات: