غداة يوم المقاطعة وجبت الكتابة..
* الفرصة الأخيرة
بما
أن شركة بن سينا قررت اختبار البالون الأخير في شرايين عصب المهنة، فليعلم القاصي
والداني أن بن سينا وأخواتها ينظرون وينتظرون، إما أن الجسد مازال ينبض وبالتالي
لابد من عمل حساب له بقدر قدرته على التنفس، أو إعلان الوفاة وإقامة السرادق على
حساب القاتل ولا مانع من حضور مقرئ صييت لمداعبة العاطفة الدينية لأهل الميت.
إني
مقاطع بغض النظر عن مدى الاستجابة ونوعية النتيجة فلست كفرد من حزب الكنبة مسؤول
إلا عن نفسي وموقفي عذرا إلى الله أني أبذل جهدي في نصرة قضيتي وعذرا لمهنة شرفت
بالانتماء لها وقطاع أتجرع الموت مع منتسبيه.
* تطور أم تغول
لا
شك أن الحياة تتطور كل ساعة وليس كل يوم ومعاندة التطور نطح في الصخر، ولابد من رؤية
لمواكبة التطور في المهنة من التشريع للتعليم والتدريب والتقنية؛ لكن هل ما تفعله
بن سينا تطور أم تغول؟
هنا
القضية وهنا محل النقاش والاختلاف، وأي تطور في أي منظومة يتطلب نقاش وتفاوض يعقبه
اتفاق موافق للقوانين والتشريعات بين أضلاع المنظومة، أما التغول تحت ستارة التطور
فهنا المكيدة.
* عناد ورد فعل أم آن الأوان للفعل؟
لا
شك أن المقاطعة ونجاحها ليست هي نهاية المطاف ولا الحل لمشاكل مهنة مزمنة، ولن
تكون أخر جولات الصراع، بل يجب أن تصبح نقطة الانطلاق نحو فعل عاقل رشيد ينظر حوله
للعالم، ويرى الصورة من كل الأبعاد التقنية والسياسية والإقتصادية، ليرسم رؤية
للتعامل مع المعضلات التي تواجه المهنة تعامل عاقل مدرك لكل الأبعاد، ولديه قابلية
للتطور والانخراط في عملية تحديث بداية من التشريعات، وهذا الأمر يتطلب تمثيل
محترم لقاعدة واعية.
*الطابور الخامس وصبيان المعلم.
أبشع
ما في هذه الحقبة الزمنية هي الأقنعة والنخاسة والتجارة بكل شيئ، بالإنسان،
بالأمل، بالمستقبل، بالأرزاق، بالقيم بكل شيئ.
مما
يندى له الجبين أن يتصدر النضال بحنجورية بعض المنتفعين والسماسرة وأصحاب المصالح
من أجل الانخراط في الجبهة المنتفضة بلغتها من أجل إفشالها، وضربها من الداخل خدمة
لمصالحهم أو مصالح من يمثلون في الخفاء، وهؤلاء هم المشكلة الحقيقة لهذه المهنة
التي التي تصارع النكبات.
* الحراسة عرض ليست الداء ولم تنشئ الفعل.
البعض
يترك الدعوة الأخيرة للمقاطعة والتي تمت برعاية لجنة الحراسة ومن حضر من نقباء
الفرعيات، وبدلا من دعم الطرح لنحقق منجز واحد يمكننا من البقاء والاستمرار في
المطالبة بحقوقنا تجده يمارس استراتيجية التشتيت لمواضيع متعددة حتى نشرب كأس فشل
أظنه سيكون الأمر، وستتاولى الضربات بقوة من بعده.
نعم
نقابة محروسة هو عار على المهنة، وعائق لاتخاذ مواقف قوية لكن السؤال لماذا وقعت
النقابة تحت الحراسة؟
ما هو تاريخ المحروسين ومنجزاتهم العامة(لأن
المنجزات الشخصية يعلمها من علم)؟
من
سمح لهذه الوجوه أن تتصدر هو المذنب الأول وهم القاعدة السلبية المنغلقة والتي لا
ترى إلا تحت أقدامها مما مكن سماسرة الانتخابات من صناعة الأصنام، وهذه القاعدة هي
من تدفع الثمن الأكبر، وهي طريق الخلاص الوحيد بشرط ظهور علامات إرشادية لتجمعهم
على فكرة.
من
رفع القضايا وعطل الصالح العام وتحولت ساحة النقابة لساحة حرب وفرض سطوة بقوة
البلطجية؟
من
شكل الألتراس والمنتفعين ليكونوا رأس حربة كل جبهة يمارسون البغاء المهني عقب كل
صلاة وكأنه فريضة؟
من
زور الجمعيات وعقد الجمعيات المتناحرة ودخل في صدام أهوج مع الدولة؟ 🤔 🤔 🤔
* النفاق المهني والمجتمعي وليل طويل..
آفة
هذه المهنة في غياب كلمة الحق والنفاق المهني المستشري، فلا أعرف كيف يكون من على الساحة من محروسين ونشطاء هم
الأفاضل الأنقياء الأصفياء وهذا هو الحصاد؟!
علاقات
شخصية ومصالح وتربيطات انتخابية وجبن كل ذلك ضيع الحقيقة.
أعلم
جيدا أن هذا المقال يفتقد أي ذكاء إجتماعي وتتفوق فيه الأنا الفردية على الأنا
الإجتماعية، وربما لا يجتمع الفرقاء إلا على هذه الكلمات التي تكشف العورات، ودائما
في أدبيات لعبة صراع الفيلة لهم خطوط حمراء في مهاجمة بعضهم البعض، فلكل أسلحته
التي يحتفظ بها تجاه الآخر ولا يتم الاستخدام إلا بحدود المسموح أو الرد على تجاوز
خطوط حمراء.
هي
كلمات ربما تلامس بقايا ضمير عند أحدهم فيتوب، أو توقظ الغافلين من نومهم، أو حتى
فلتكن تنفيس عن النفس وكلمة أظنها حقا.
*أفق المستقبل..
زوال
الحراسة بزوال أسبابها وانتخابات بمشاركة واسعة وقاعدة واعية.
بداية
لابد من الالتفاف حول موقف مقاطعة بن سينا لتعلم ويعلم النقيب الأسبق ومن يراقب من
أشقائها أن الجسد مازال فيه الروح.
بعد
ذلك لابد الأنقياء العقلاء الشرفاء الذين اعتزلوا الأمر ترفعا عن سفاهة السفهاء أن
يعودوا للانقاذ عبر تشكيل مجموعة من الأقوياء الأمناء تجمعهم أفكار وأهداف واضحة
محددة لعزل من لا عهد لهم ولا خلاق، الذين لم يكن لدى أحدهم بقايا ضمير أو حياء
ليخرج يعتذر ويكشف الحقائق ويعتزل.
هذه
النوعية تقاتل لآخر نفس لأنه لا توجد عندهم فرصة ثانية فهي معركة حياة أو موت لذلك
استعاذ منهم عمر وهو عمر رضي الله عنه وقال: اللهم إني أعوذ بك من جلد الفجار وعجز
الثقات، ومن بعد الفاروق رضي الله عنه أقول بصوت من يئن من أهل مهنتنا اللهم إنا
نعوذ بك من جلد الفجار وعجز الثقات.
اقرأ على واحة الأريام
اقتنوا
الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة
التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
ليست هناك تعليقات: