إلى المشغولين بدين الناس أعلنها:
تديني غير تدينك، لا ألزمك بتديني ولا ألتزم منك إلا بما يقبله عقلي وتأنس به فطرتي؛ فلا تلزمني بميراثك والسير في ركابك تبعية عمياء.
وكما قال مولانا الحلاج:
مالي ومال الناس إن مالو وإن عدلو ديني لنفسي ودين الناس للنَاس.
رحم الله المصلوب ظلما من مدعي حراسة العقائد البغاة الطغاة.
مولانا هنا لا يطلب سوى التعايش والمحبة والاحترام، تواصلا بلا ذوبان ولا ضياع هوية.
مولانا يرفض التبعية العمياء والتقليد والسير في ركاب الموروث لا لشيء إلا كونه موروث، يهرب من الحروف التقليدية ليحلق في السماء مع المعاني حتى لو حلق منفردا ولو لم يسمع تغريده سوى نفسه.
إن الخصوصية والتميز بمنهج خاص حق أصيل مقدس للفرد، فالكارثة الحقيقة في تاريخ البشرية تنجم عن ههؤلاء المتسلطين البغاة الذين يريدون فرض دينهم ورؤيتهم تحت رايات مقدسة بلا أدنى قداسة، ينتهكون بها كل محرم ومصان من الإنسان.
هل التميز والخصوصية، واحترام الاختلاف، والتثبت من الثوابت، والمرونة، والبحث عن الحقيقة، وإدراك نسبية الوصول هو السفاهة!
أم أن السفاهة في احتكار الحقيقة ووهم حيازة المطلق، والتسلح بالجهل، والتعصب ضد أي اختلاف مع القطيع، ومحاولة فرض الرؤية بالقوة، والتنطع والأحكام الجائرة وأقبحها ما هو باسم الله، نهاية بصلب المختلف؟
تديني غير تدينك، لا ألزمك بتديني ولا ألتزم منك إلا بما يقبله عقلي وتأنس به فطرتي؛ فلا تلزمني بميراثك والسير في ركابك تبعية عمياء.
ليست هناك تعليقات: