سلاما على بيروت
من واحة الأريام سلاما لبيروت من مشهد يثبت أن أزمتها في أمراء الطوائف الذين يستحمرون الأتباع باسم الله، ويزكون الطائفية التي يتمترسون خلفها لحماية قلاع نفوذهم.
رعاياهم من طوائفهم (فضلا عن الشعب) تئن، والأعجب أن بعض الأنين مازال يهتف باسم الجلادين تقربا للطائفة التي يرونها ظل الإله على الأرض!
سلاما لبيروت صوت السلام التي غنت منها فيروز لزهرة المدائن، وصلت من أجل مدينة الصلاة، وحان وقت الصلاة من أجل بيروت.
سلاما على الأبرياء الأنقياء والمظلومين المعذبين في كل مكان.
سلاما على الطيبين من بني الإنسان بيضا كانوا أو سمرا، من الغرب أو الشرق، بكل أديانهم ومعتقداتهم وأعراقهم.
سلاما على أخي الإنسان الذي يصون لي إنسانيتي وأنا المختلف معه في ظل علو صوت نعيق البوم من دعاة الكراهية والصراع من كهنة الأديان.
سلاما
على أرض الجمال حيث قال المرحوم هاني فحص (أحد أغصان لبنان) لو ترك الناس بلا رجال
دين ولا ساسة لعبدوا ربهم بالفطرة ولأوجدوا صيغة للعيش المشترك فيما بينهم.
سلاما على روح تبرعت بأعضائها من أجل إنسان قد يكون مخالف لها في العرق أو الفكر أو الدين أو حتى ممن قتلوها.
سلاما على الإنسان... سلاما على بيروت؛ فمن أجلك يا بيروت أصلي.
مشهد
إنساني بجمال لبنان رغم الدموع والجراح، لقاء حضاري إنساني بين الغرب والشرق بعيدا
عن تجار الدماء والكراهية ومشجعي الصراع بين الحضارات من هنا وهناك.
زوجة
السفير الهولندي شهيدة تفجير لبنان تتبرع بأعضائها لتحيي نفس، ما أجمل وأعظم من
أن تحيي نفس، الجمال كونها نفس؛ ففي التنكير تعريف بعد التعميم. تتبرع للجنة وهب
الأعضاء؛ فتهب لمريض إنسان فرصة للحياة وتعيش بكليتيها نفسين حسب مصدر طبي من
المستشفى .
فالتمانز-موليير،
البالغة من العمر 55 عاما، تعمل في مكتب وزارة الخارجية الهولندي، مع زوجها
السفير، يان فالتمانز.
سلاما
لروحك ونفسك فلترقدي في سلام.
rust
in vrede
اللهم
رحمتك بها وبكل الضحايا رغم أنف آلهة الأرض ودعاة الكراهية ووقود الصراعات.
ليست هناك تعليقات: