مساحة إعلانية

ما بين التسلفين

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 31, 2019


ما بين التسلفين 


في حوار مع صديقي السلفي المسيحي عندما ذكرت له تأثري بتصوف وفلسفة الأب متى المسكين تغير وجهه وقال عليك بأبونا......فمنه تعرف المسيحية.
ذكرني هذا الموقف بصديقي السلفي المسلم عندما أذكر له تأثري بتصوف بن عربي أو الحلاج وكيف يتغير وجهه.

حول عذر القاصر عن بلوغ مراد رب العباد غير مقصر وكيف أن الجريمة هي جحود الحق بعد معاينته كان اللقاء فقال صديقي:
أنت تتهم الله بعدم العدل فالله ما ترك الإنسان إلا وبين له الخلاص وطريق النجاة ومن لم يؤمن بهذا الخلاص فهالك لا محالة.
جملة الصديق هي هي جملة صديق سلفي مسلم في حوار منذ وقت طويل مع اختلاف كل منهما حول حقيقة الخلاص واتفاقهما على نفي الرحمة عن كل مخالف لإيمانهما.

نعم لقد بين الله طريق الخلاص ولكل وارث قيوده ولكل باحث حدوده.

عن القصور لا التقصير تكلمنا وأنني أسعى للحقيقة بكل جهد ومهما بلغت فبلوغي لها نسبي، فهل يحاسبني الله الذي وهبني الأب والأم دون اختيار فورثت، ثم نشأت في بيئة دون اختيار فتأثرت، ثم حباني بعقل هو بصمة فريدة لا يضاهيه عقل فاجتهدت به فوصلت، فهل يحاسبني على نسبية الوصول باللعن والطرد من الملكوت؟
قال صديقي:
صم وصلي وارفع إليه يديك وإطلبه فلن يخذلك.
قلت فعلت وأفعل وسأظل ودائما أصلي له في تأملي في السماء وأناجيه دلني بك عليك وخذ بيدي إليك وها أنا ذا مختلف عنك!
قال صديقي الإخلاص واليقين في الدعاء فلو دعوت بيقين وإخلاص لمد يده إليك.
قلت:
سبحان الله عندما أسأل مشايخنا عن شيئ لم يحدث وعدوا به قالوا نفس كلمتك، اليقين واتهموني ولم يعطوني مقياس واضح لليقين، فالنجاح ينسب لهم ولفهمهم والفشل منسوب لي ولإيماني !
مثلهم مثل من يهرب من خذلانه للأسباب ليرمي تقصيره على حبال القدر. 
أي يقين أصدق من يقين قلب عاشق يطلب رضا المحبوب وسبيل الوصول!
يا صديقي إني أحبك فهل تعلم لماذا؟
لأنك صنعة الله وأرى الله فيك، وإن ظل الاختلاف زالت الكراهية والإكراه، فالله أسأل بيقين وصدق لي ولك نوره وهداه.

اقرأ أيضا على واحة الأريام 
أبواق الجهل في زمن المسخ


واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام