ربما يبدو أمر النصوص ثانويا لدى
القطاع العريض الذي يعيش ألم مآسيه ولا ينظر لأبعد من الألم ولكن بنظرة أعمق سنجد
قراءة النصوص هي سبب كل بلاء وخاصة النصوص الدينية التي تسيطر على الناس.
راقب كيف يتعامل رجال الدين مع قصة
الغلاء كل حسب توجهاته ولاحظ استخدامه للنص وانظر للصورة بنظرة أشمل
هل هو تضارب النصوص وهو ما يشكك في
مصداقيتها أم سوء استخدام واستغلال للنص؟
هل هي الحرفية التي قتلت النص في ظل
تغييب للمعاني والمقاصد؟
هل دور النص المقدس أن أطوعه لأدعم
به موقفي أم أفهمه وأعي الروح والمعني وأتخذ من المواقف ما يوافق معنى النص؟
كان اليهود عندهم التوراة والنصوص
والمعابد ومع ذلك استفحل الشر مع وجود النصوص والكهنة القائمين عليها وربما كانوا
هم منبع الفساد والإفساد، فجاء المسيح عليه السلام ليقول أن المشكلة ليست في وجود
النص بل في موات القلوب والضمائر مما فرغ النص من مضمونه، فأتى المسيح عليه السلام
برسالته ليبعث الحياة في النص بإحياء الضمائر والقلوب ويقول جئت لأتمم لا لأنقض أو
كما قال.
أنوار الرسالات ما تلبس أن تنطفئ
برحيل الأنبياء والرسل منذ الأب الأول حتى النبي محمد صلى الله عليهم جميعا وسلم.
-----
عقود وأنا أشتكي من الكوابيس وينصحني
المشايخ بالأوراد وما نصحني أحدهم بمراجعة مختصي علم النفس واضرابات النوم..(لا
تغني الأسباب عن مسبب الأسباب والمراد إصابة الأسباب)
عقود والخوف يلجم لساني أن أقول لم
تغنيني الأوراد ولا الماء المقروء ولا حتى المايه المصلية ولا سي دي سورة البقرة
إلي مشغله وأنا صاحي وأنا نايم خوفا من أن يكون بوحي كفر مع أنه بداخلي (وفق قيود
علموني إياها أن أكتم وأستعيذ ولا أسأل) حتى ردت ريمي الطفلة بعفوية وهي غاضبة بسبب تكرار نصيحتي لها
بقراءة الأوراد (بقراها وبحلم برده )
هل المشكلة في الأوراد أم في أفهامهم
لها؟
كانوا دائما يحاصروا عقلي مقدما بأن
النتيجة مضمونة وإن خابت فلضعف اليقين فعلي التكرار بيقين أشد.
المشكلة أنني أرى نفسي مؤمنا فلدي
يقين بإله رب واحد قادر يتصف بصفات الكمال والجمال والقدرة والعلم وأؤمن باليوم
الآخر وبالأنبياء والكتب والملائكة.
هل المشكلة في النص أم في فهمهم الذي
جعلوا له قداسة النص فجعلوني بين فكي الرحى، إما أن أسأل وأتجاوز قداسة أفهامهم
وإما أن أكتم وأسكر العقل وأعيش بايمان مهزوز وأكون تابعا للراعي مع القطيع مشهود
له بالإيمان؟
كيف يحرق القرآن الجن وهم الذين
قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به؟
ولماذا لا يحرق كفار الإنس وعليهم
أنزل وهل من المقبول في رحلة الابتلاء والاختيار أن يكون هذا الحرق؟
هل نزل خطاب السماء هداية للنفس
البشرية أم مرجعا علميا وطبيا وفلكيا؟
كم من حالة متمردة بسذاجة وفطرية
ريمي الطفلة التي لم تحبسها القيود بعد وكم أسير مثلي يسعى لفك القيود؟
-----
قالت ريمي :
لماذا أراك مهموما!
هون على نفسك فلست مسؤولا عن تغيير
تفكير الناس ولا عن همومهم ومظالمهم إلا بقدر ما تملك من استطاعة.
تغيير الأفكار يحتاج لوقت وتراكمات
معرفية وحياتية، ثم ما يدريك أن ما تراه هو عين الصواب فغالبا هناك ما يخفي عنك
وربما تتغير يوما إلى ما تريد تغيره.
قلت: ما أحكمك الليلة وما أجمل سليلك.
-----
عادة عندما أكتب أرى الطرق أمامي
جلية وأعرف أي الطرق يقود للنجاح وفق منظور كثير من الناظرين وأي الطرق يقود
للنجاح وفق منظوري والذي قد لا يجاوز صداه نفسي وأريامي، لست أدري هل لحسن الأقدار
إنحيازي لنفسي وأريامي أم هو سوء اختيار!
لكن بالنهاية أشعر برضا ذاتي بيني
وبين أريامي وبيننا وبين الله فهو المقصود وهو الأعلم بما خلف حروفي.
ليست هناك تعليقات: