أحكام تنوعت من رفض حل مجلس نقابة الصيادلة، لرفض دعاوى إيقاف الانتخابات ورفض تنفيذ الحراسة على نقابة الصيادلة، وأصبحت الانتخابات واقع حتى تاريخه.
أحكام اليوم أزالت
كثير من اللبس حول إجراء الانتخابات ولكنها لم تكشف ضبابية المشهد العام، فهل تصلح
الانتخابات مسار مهنة أم يستمر المشهد الضبابي يصارع فيه المتصارعين بقايا الفريسة
المنهكة؟
مشهد انتخابي تتصدره
قماشة ليست جيدة إجمالا، وقاعدة في أسوأ حالتها، وشكوك حول كثافة المشاركة مما يترك
الفرصة سانحة لمحترفي الانتخابات وأصحاب التربيطات مع الكتل صاحبة المصالح لتصدر المشهد،
اللهم إلا لو حدثت مفاجأة بتصويت كثيف.
حتى في حالة التصويت
الكثيف هناك معضلة في ظل عدم معرفة الغالبية من الناخبين بأسماء المرشحين فضلا عن أفكارهم
ورؤيتهم ومواقفهم وتاريخهم المهني، مما يترك المجال لعملية التوجيه وخاصة قبل التصويت.
في نقابة مهنية
من أعرق النقابات المهنية وأكبرهاوهي نقابة الصيادلة، تتم انتخابات في ظل حالة صراع ومناكفات وتربيطات
ومراكز قوى وأصحاب مصالح، في ظل غياب لأية معالم حقيقية لتيار مهني حقيقي يملك أدوات
تغيير المشهد.
البعض يرى المشهد
لا يسمح سوى باختيار الأقل سوءا في محاولة بائسة لعدم ترك الساحة للمجموعة التي تصدرت
المشهد ومستمرة خلال الفترة القادمة، والبعض الأخر يسيطر عليه القلق والحذر مهما كانت
نتيجة الانتخابات.
انحيازات واضحة
لأعضاء المجلس، واستخدام للنقابات الفرعية يهدر مبدأ تكافؤ الفرص، وانتماءات لمصالح
ولأشخاص، وعداوات شخصية ولو على حساب الكيان، ولا يتمايز أي من الخصوم في ذلك، فتاريخهم
يقول أن أخر ما يعنيهم الكيان.
مقعد النقيب العام
مقعد النقيب العام
وهو الأهم في المشهد والذي تتجه إليه كل الأنظار ينافس عليه بقوة المرشح د. كرم كردي
الذي يخوض المعركة بحملة إعلانية إحترافية، وزيارات ميدانية عديدة، وتربيطات على مستوى
الفرعيات ما خفي منها أضعاف ما يعلن، حتى بعض خصومه تحولوا لخصومته بعد فشلهم في الاتفاق
معه وليست قضية مبدأ لديهم.
معارضة كردي الرئيسية
تبدو للمتابع من خلال نشطاء السوشيال ميديا وترتكز على كونه رجل أعمال وليس له باع
نقابي طويل، والبعض الآخر يأخذ عليه أنه لم يقدم شيء للمهنة من خلال مواقعه السابقة،
فضلا عن تهم بأنه مرشح رجال الأعمال والسلاسل.
يتمتع كردي بدعم
قطاع من مجلس النقابة العامة للصيادلة وبعضهم ينتظر فوزه ليعلن الولاء.
في قائمة كردي
يتأخر القائم بأعمال النقيب خطوة ويترشح على عضوية مقعد فوق السن ويحتفظ كردي برقم
١ في الانتخابات الملغاة وفي الحالية أيضا رقم ١ في كشوف الناخبين.
المرشح الثاني
هو د. ثروت حجاج أحد أهم أطراف المشهد في الفترة الماضية والذي يتمتع بعضوية مجلس النقابة
لمدة عامين قادمين، مما يؤهله في حالة خسارته العودة لمجلس النقابة.
يعتمد حجاج على
دعم بعض أعضاء مجلس النقابة وأهم داعميه د. أحمد فاروق متزعم الصراع مع النقيب السابق،
والذي يطلق عليه البعض مهندس الانتخابات نظرا لقوته على الأرض وخبراته الانتخابية.
يدخل حجاج المنافسة
تحت شعار محاربة السلاسل مع وجود اتهامات لقائمته أنها ربيبة السلاسل، وتظل السلاسل
التهمة التي يلقيها الخصوم على بعضهم البعض ويغطون بها عدم وجود برامج حقيقية ورؤى
واضحة.
المرشح الثالث
وكيل النقابة السابق والمحسوب على جبهة النقيب السابق واستشاريته الدكتور مصطفى الوكيل
والذي يعتمد أمله في المنافسة على القواعد الموالية للنقيب السابق.
المرشح الرابع
هو د. مصطفى داوود، شخصية منظمة لديها فكر نقابي ورؤية إصلاحية، أحد أفراد إستشارية
النقيب السابق، لكنه يتميز بالتوازن وعدم انخراطه في الصراعات الأخيرة، واتخاذ مسافة
ما من الاستشارية في مرحلة الصراع مع باقي أعضاء المجلس.
في الإنتخابات
الحالية نجح داوود في تكوين تكتل انتخابي أو ما يسمى قائمة من مجموعة ليست من نجوم
الحضور على السوشيال ميديا، ولا يمكن الحكم على قوتها على الأرض، لكنها تتميز بأسماء
لها فكر على ما يظهر من بعضها، فضلا عن وجود النشيطة الصعيدية د. سحر نبيه.
المرشح الخامس
د. علي عبدالله المتمرد السابق في حركة تمرد الصيادلة وصاحب الرؤية في الإصلاح والذي
تعهد بعدم الترشح ثانية حال فوزه ليقود عملية إصلاح داخلي دون ضغوط أو حسابات.
يعتمد عبدالله
على طرح أفكاره من خلال السوشيال ميديا، ومن خلال ظهوره الإعلامي المتكرر ويرى أنه
طرح فكره وعلى الصيدلي صاحب المصلحة الأولى والأخيرة أن يسعى لاختيار أفضل من يمثله
دون تحميله (أي عبدالله) فاتورة إنتخابية.
المرشح السادس
والذي لا أعرف موقفه حتى الآن من الإستمرار في الانتخابات هو نقيب العاصمة د. محمد
الشيخ اللاعب الفاعل في أحداث المشهد النقابي مؤخرا والذي يرى البعض أن فرصة منافسته
باتت ضعيفة.
المرشح السابع
د. إيهاب قلدس المحسوب بدرجة أو بأخرى على تيار النقيب السابق.
المرشح الثامن
د. أحمد فارس المرشح في أخر انتخابات والذي ترشح فجأة بعد تطورات مجهولة المعالم في
مواقف المرشح السابق د. وائل علي.
ثم العديد من المرشحين
الذين لم أتشرف بمتابعة نشاط أو فرص فوزهم.
وماذا بعد الانتخابات
هو السؤال الصعب والأهم!
البعض يرى فوز
كردي ضامن لاستقرار الأوضاع لقوته وقدرته على لجم كثير من متصدري المشهد، وأنه لو أخلص
النوايا لخدمة المهنة فهو الأقدر في هذه المرحلة، ويعارض هذا الرأي من يرى أن فوز كردي
هو رصاصة الرحمة للمهنة وبداية سيطرة كاملة لرجال الأعمال (ما يسميه البعض الإقطاع)
على المهنة.
في حين يرى آخرون
أن حجاج له خبرة وباع في العمل النقابي وملم بكل تفاصيل المشهد وليس غريبا على قاطني
جاردن سيتي، فهو محسوب بدرجة أو بأخرى على المسيطرين على المشهد، ولكن يرى معارضي هذا
الطرح أنه كون حجاج أحد أبطال المشهد في السنوات السابقة فوجوده جزء من المشكلة وليس
الحل وأنه يهرب من أي طرح حقيقي ورؤية واقعية بشعارات حرب السلاسل.
فريق ثالث يرى
داوود هو الأعمق فكرا وأنه صاحب رؤية ربما تكون قادرة على حلحلة الوضع وأنه ربما يكون
الخيار الأخلاقي نظرا لعدم تصدره للمشهد في مرحلة من أسوأ مراحله، ولكن معارضي هذا الطرح يرون أنه لو فاز بالانتخابات فلن يسلم له الحرس القديم وسيشنون عليه حربا شرسة، وما
ينطبق على داوود ينطبق على كل المرشحين تقريبا ما عدا الأول والثاني .
هذه الصورة تمثل
وجهة نظري كمتابع ولا تعتمد على معلومات مؤكدة ولا إحصائيات محددة، هي محاولة لفهم
معالم الصورة والمساعدة على حسن الاختيار.
اقرأ أيضا على واحة الأريام
ليست هناك تعليقات: