رسالة كريمة مضمونها:
يا سيدي إنسانيتك على راسنا لكن أنا شايف إن مش وظيفتنا ندافع عن الآخر وننصره بمناسبة وبغير مناسبة على حساب ديننا.
انتهت الرسالة وللأريام رد وتعقيب :
شكرا لكل من يختلف ويسأل ويطرح وجهة نظره، فتعارك الأفكار يولد أفكارا أكثر إشراقا وأقرب للصواب.
أما نصرة الآخر فإن كانت عدلا فهذا دين وإن كانت نصرته على ظلم فهي حرام كان ذلك بحق أهل ديني أو غيرهم.
أما أفكار ومعتقدات الآخر فليس دوري الدفاع عنها لأنني لا أملك أدوات ذلك، ولأنها أفكار وعقائد غير ملزمة لي فلا معنى للدفاع عنها، وبالمعنى الأوسع للآخر فلا عقلا ولا منطقا أن أدافع عن كل الأفكار والمعتقدات في ذات الوقت.
أما دفاعي فهو عن حق الآخر، حقه في الإعتقاد وحرية ممارسة الشعائر، حقه في الفكر والتعبير، حقه في بيان حقيقة أفكاره ومعتقداته وتوضيح الغامض منها، وكشف أخطاء الفهم أو الكذب والتدليس، حقه في صيانة دمه وماله وعرضه، فهذه حقوق إنسانية بل قرآنية حسب فهمي منضبطا بقولوا للناس حسنا، وقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وبمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وبجادلوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وبمن قتل نفسا بغير نفس.......
ليس معنى أنه آخر وأنني أختلف معه سواء في كليات أو جزئيات، معتقدات أو أفكار، أن أقبل بالكذب عليه وأمارس التدليس والاجتزاء من أجل محاربته بل أهل الحق وسالكي سبيل الحقيقة دائما يقولون التي هي أحسن، ويتبعون الحق ويتركون الحكم ليوم يفصل فيه رب العباد.
الكلمة الموجعة الأخيرة وهي على حساب ديننا وأنا أزعم دائما أنني ما أخط من حرف على حساب ضميري وإنسانيتي وفهمي لديني ولكتاب ربي الذي أؤمن به قيما، فإن أخطأت الفهم فرحم الله من أقام علي الحجة وألزمني بها بفهم أصح من فهمي.
إن الأرض تعج بنعيق البوم من كل جنس ودين ومذهب وطائفة، فلما تستكثرون على سليل الأريام الخافت أن يطرب لصوت البلابل؟
قال أمير المؤمنين الذي خذله شيعته قبل خصومه، ورحمه قبل الغرباء، وسار غريبا يرافق الحق وحده مع قلة مؤمنة، الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، فمرحبا بالنظراء في الخلق بلا تفريط ولا إفراط ولا خلط بين الإنسان أخي، ومحل الإختلاف في الفكر أو المعتقد.
____
نَظير ( اسم ):
الجمع : نُظَرَاءُ ، نَظِيرَاتٌ ، نَظَائِرُ
نَظير : مُناظِر وشبيه ومساوٍ ومثل في الأهميَّة أو الرُّتبة أو الدَّرجة
ليست هناك تعليقات: