هذا مقال تحليلي يعتمد على رؤيتي للمشهد ويتم التركيز على تفاصيل المشهد وليس الأشخاص.
١
مشهد عبثي ضبابي يكتنف نقابة الصيادلة وانتخاباتها بغض النظر عن الشق القانوني والطعون عليها وحكم الحراسة وتلقى طلبات الترشح في مقرين أحدهما كان مجهولا لكثير من أعضاء الجمعية العمومية، وفي ظل جمعيات سرية مشبوهة، فعلى مقعد النقيب العام يترشح قرابة العشرين في ظل غياب تمايز بينهم حقيقي ملموس أو برنامج يطلق عليه بحق برنامج وصراع على العضوية والفرعيات لا يتميز بشيء عن سابقة في مهنة بلغ عدد منتسبيها قرابة الربع مليون تعيش حالة مخاض عسيرة تهدد المهنة برمتها وخاصة المعاشات وقطاع الصيدليات الأهلية
٢
مشهد النقيب العام يزداد سخونة وهمية في ظل عدم الالتزام بانتقاد المواقف والأفكار والتجاوز إلى الأشخاص وما يمكن أن يسمى ضرب تحت الحزام، في ظل هذا المشهد يتمترس كل فانز خلف مرشحهم ليصنعوا استقطاب حاد وأصنام جدد لا يجوز المساس بهم من قريب أو بعيد ونظل ندور في فلك الأشخاص ونصنع منهم زعامات ورقية ونتجاهل الأفكار
٣
بقايا المجلس منقسمة حول مرشحين أحدهما يملك السطوة الإعلامية الممولة والتي يقودها محترفين، ونفوذ المال القوي، ومسارعة بعض المرشحين لركوب المركب الفائز حسب تقديرهم وإن أبحر على آلام المهنيين المطحونين، ويظن هؤلاء أنه يمكنهم السيطرة من خلفه على المشهد.
الجزء الآخر يدعم مرشح آخر مهني مهذب متزن، يعولون على مقدرته على جمع الفرقاء والقيادة بحكمة، يعيبه أنه أحد الفاعلين في مشهد السنوات العجاف ويتحمل قدر ما مما آلت إليه الأوضاع فضلا عن عدم طرح برنامج قوي برؤى علاجية واقعية والاعتماد على قائمة جيدة إلى حد ما، وشعار لا للسلاسل، والتواصل الشخصي والنزول للأرض والتربيطات، وعلى دوره في الجمعيات السرية أو ما يسميها البعض مزورة علامات استفهام.
٤
من بعيد يأتي مرشح آخر له باع قانوني في محاربة السلاسل وإن كانت المحصلة صفرية، لا أظن أن أحدا يختلف على نزاهته ونطافة يده، لكن بلا برنامج حقيقي لمعالجة قضايا الواقع المتأزم وشكوك حول مقدرته على قيادة المشهد في هذه المرحلة وضعف ثباته الإنفعالي والتركيز فقط على قضية السلاسل القاتلة والمهمة والتي لها تشعبات للأسف يعلن غالب المرشحين فيها عكس ما يسرون للمقربين ولكن ميزة هذا المرشح أنه الأوضح والأقوى مواقف في هذه القضية.
٥
مرشح شاب يتحرك على الأرض بقوة، يلعب على دور الشباب في ظل مجتمعات أنهكها فشل الكهول، لكن بدون إدراك أن النقيب المنتهية ولايته شاب وكان حوله مجموعة من الشباب، وأن السن ليس وحده من يحدد نجاح الشخص من عدمه، بل الخبرات والرؤى والكفاءة والواقعية والوعي السياسي.
شاب طموح يطرح أحلاما وردية ربما في تقديري يعيبها المبالغة وعدم وجود آليات تنفيذ وبرنامج واقعي مرتبط بتوقيتات يمكن محاسبته عليها، كما يغيب البعد السياسي أو دعم الدولة لما يطرح.
يجيد لغة الجسد نوعا ما والتحدث التلقائي عن آمال تداعب وجدان المكلومين من الواقع ولكن يغيب عنه مخاطبة العقل بصورة ما، ويعيبه ضعف الثبات الإنفعالي في ظل معركة شرسة شكك البعض فيها في السي في المقدم منه، وأخطر ما أخشاه عليه المشجعين الذين يضخمون من شخصه بدلا من نقد أو تبني أفكاره
٦
من الخلف يأتي مرشح ليس نجما في السوشيال ميديا ويعيب ما طرحه كبرنامج ما يعيب ما سبق من أطروحات، إلا أنه أكثر وعيا وفهما لما طرح وهو الوحيد الذي قبل المناظرة، شخص متزن منظم، أفكاره مرتبة، له رؤية إصلاحية، بعيد عن الدخول في صدامات مباشرة مع المنافسين، يعيبه عدم الظهور الإعلامي القوي ليعلن عن نفسه وأفكاره، وعدم تكوينه لما يسمى قائمة، يقال أنه محسوب على الإستشارية ويتهم بأنه قريب من الدكتور محي مع أن زيارته له قام بها غيره.
يتهم بأنه ضعيف على الأرض ومن خلال التربيطات لكنه يملك فكر منظم وإلمام جيد على الأقل بما يطرح.
٧
على نفس المنوال يأتي مرشح آخر لكنه بعيد عن الأرض تماما ويكتفي بنشاطه الإعلامي وعلى السوشيال ميديا أهم مميزاته اجتماع الخصوم على مهنيته واحترامه لست أدري هل هي نزاهة الحكم أم أنهم يرونه بعيدا عن المنافسة لذلك لا يصطدمون به!
٨
أخيرا شخص مهني محترم بعيد غن ضجيج المشهد، عيبه الأكبر أنه حالم، نقي، متسامح، في ظل مشهد لا يسمح بذلك وأنصح من ينجح أن يستفيد بنقاء وتسامح هذا المرشح
٩
تخيل معي كريمة الثانوية العامة وفئة من النخبة يتم توجيهها بغباء من خلال نقيب أو عضو مجلس وبدلا من طرح رؤى وأفكار يتم توجيهك لقائمة ما أو تحذيرك من أشخاص بالإسم، فهل تقبل زميلي الصيدلي أن يوجهك وصي؟
القائمة نظام انتخابي غير معمول به في انتخابات نقابة الصيادلة فمن حقك أن تختار من تشاء، ثم إن القائمة لا معنى لها انتخابيا إلا لو كانت تجمع من ذوي الأفكار والرؤى المتقاربة بغية مجلس متجانس ولا أظن ذلك قائما على الساحة، فالقوائم المطروحة إما مجموعة مستأنسة تختفي خلف شخصية رأس القائمة وما أهكلنا إلا هؤلاء المستأنسين الضعفاء أو مجموعة تبادل مصالح صوتلي عندك وأصوت لك عندي!
ولي تحفظ كبير حول تسمية محاولة جمع مجموعة بجيش أو إحتكار تعبير مصريين، فكلمة جيش أرقى من الزج بها في تلك المنافسة كما أننا لسنا في حرب وكلنا مصريين.
من الآفات أيضا الطائفية في الحشد فنحن نحتاج صيدلي مهني نظيف قادر، لن ينفعني انتمائه الديني أو الفكري أو يضرني، وفي نخبة من المجتمع من المؤسف أن نظل نلعب على هذه القذارة، فالطائفية نجاسة.
١٠
الفرعيات والأعضاء
كالعادة في مجتمعات الشخص الواحد وغياب أدبيات العمل الجماعي يتم الاهتمام بمنصب النقيب الذي إن كان سوبر مان فبغير مجلس وفرعيات محترمة وجمعية عمومية يقظة فاعلة فهو والعدم سواء.
ربما يهتم أصحاب المصالح إهتمام أكبر بمفاصل العمل النقابي التي لا تحظى بنفس الإهتمام العام وهنا مكمن الخطورة، حيث أن هذه البؤر التي لها ولاءات لمراكز القوى التي تعيش عليها وبعضهم موظف لديها، لا يعيب من يعلن بوضوح ارتباطاته ولكن الخطر كل الخطر من الأقنعة التي تختفي حول بعض النضال الحنجوري.
دعكم من الشعارات ودققوا في الاختيار واسألوا وتابعوا المواقف خلال الفترة السابقة واجتهدوا أن تصيبوا من يمثلكم لا الذي يمثل عليكم.
ليست هناك تعليقات: