السيد المسيح عليه السلام من خلال تلمس سيرته ومقارنتها بيحيى أو يوحنا المعمدان عليه السلام لاحظت الحب الذي يفيض منه وخاصة على الخطاة وكيف كان يتخذ من الحب دواء لقلوب هجرها الحب ولكن مع ذلك كان شديدا على المرابين!
"ووبَّخ الناس بشدة قائلًا: "مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (متى 21: 12، 13)
السؤال هنا وداعة المسيح تحولت حزما تجاه صيارفة اليهود ومرابيهم فما هو أثر هؤلاء على الإنسانية حتى يومنا هذا؟
هل ما كان وما نحن فيه وما نحن مقبلين عليه بفعل هؤلاء الصيارفة المرابين؟
-----
لم أعرف القراءة الناقدة مبكرا، فكنت أقرأ ل س أو ص وقبلتي هي س أو ص ويتلقى عقلي ما يكتب بالتسليم فصرت مهما حوت جمجمتي من ملعومات مجرد مسخ، أزداد إنغلاقا وتحجرا كلما قرأت،فلما تعلمت القراءة الناقدة وأولها نقد الذات شعرت بمعنى أنني إنسان، وأصبحت كلما أبحرت مع الكتاب ارتقيت بقدر ما أحلل وأنقد فأقبل وأرفض وأعدل وأطرح وأصبحت الفكرة هي القبلة.
-----
«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،
لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.
لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
(متى)
ليست هناك تعليقات: