متى أصبح مهديا؟
تمر الأعوام وتنقش تجاعيد الزمن آثارها على النفوس قبل الوجوه في رحلة غير معلومة النهاية!
رحلة صعبة وخاصة في هذا الزمن الذي كسى فيه ظلام الأنفس وجه الأرض بقدر ما أنار العلم والتقدم أرجائها.
حالة الظلم المسيطرة كانت دائما الدافع الأهم لانتظار المهدي أو المخلص الذي يرفع هذا الظلم ويقيم العدل، ويرصد الأستاذ أحمد أمين رحمه الله في بحثه المهدي والمهداوية هذه الظاهرة تاريخيا وأثرها في التاريخ الإنساني.
لست بصدد مناقشة فكرة المهداوية أو المخلص وما حولها من خلافات واختلافات مذهبية أو عقائدية، ولكن بصدد تتبع أثارها في التاريخ الشرقي على الأخص من انتظار سلبي سلب الإنسان فاعليته وإنسانيته، لدعوات مهداوية متعددة مشفوعة بالطمع السياسي أراقت الدماء واستعبدت الإنسان.
هل الإنسان كائن خاضع خانع كل دوره هو انتظار المخلص إن كان يؤمن بذلك؟
هل المهدي أو المخلص سوبرمان معه أمر الكاف والنون أم أنه يُصلح بصلاح بطانة تنصره؟
هل الإنسان جاء إلى هذه الأرض معه العجز لينتظر المعجزة؟
أما آن الأوان ليعلن كل إنسان أنه مهديا لنفسه مخلصا لها على الأقل؟
أما آن الأوان للتخلص من العجز المكتسب ليصبح الإنسان إنسانا كما خلقه ربه سيدا حرا عاقلا فاعلا متأملا متعلما ومعلما؟
أيام ويهل عام جديد أسأل رب السموات فيه إنسانية تحمي الإنسان من شرور نفسه، وإنسانا حرا عاقلا فاعلا هاديا مهديا يشع نورا في أرجاء الأرض، وعدلا ومحبة وسلاما لن يتحقق أي منها إلا بأيادي الإنسان عندما يفيق من الهذيان ويصر أن يعيش إنسان ويلتمس حقيقة نور السماء
_______________
كل عام وكل الأحبة بخير وفي خير وإلى خير
ليست هناك تعليقات: