سبق أن تساءلت عن الحساب هل بمعيار واحد أم معايير مختلفة؟
بمعنى هل حساب من عاش مائة كمن عاش عشرين، من علم وأدرك فجحد كمن حاول فضل، كمن تكاسل ولم يحاول، كمن علم فأدرك فاهتدى؟
يقول الله سبحانه وتعالى:
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (47)
-------
مع القرآن إن كانت الحروف ثابتة ولكن الفتوحات الربانية لا تتوقف، وسبحان الله كلما قرأت كأنك للمرة الأولى تقرأ.
موازين وليست ميزان، موازين قسط ، لم يحن بعد موعد نصبها، لا ظلم لأي نفس أي نفس .
موازين الحساب ودقة الحساب ومعايير المحاسبة مرتبطة بصاحب طلاقة العلم والقدرة.
سبق وشغلني هذا السؤال وطفت حول الآراء مستطلعا فكتبت الآتي
___
هل تتساوى العقول وهل يملك كل بني آدم ميزة التفكر بدرجة واحدة ؟
وهل كل العقول تستطيع الوصول بنفس الدرجة أم أن هناك عقول تتفوق وتتحمل مسؤولية إنارة الطريق لغيرها ؟؟
هل للإنسان اختيار في قدراته العقلية ؟
هل يكون معيار الحساب واحد لمن تعددت قدراتهم العقلية وملكاتهم الإدراكية؟؟
في رحلة البحث عن إجابة للسؤال هل ميزان الحساب واحد للجميع مع تفاوت العقول والظروف كانت الفرق الفلسفية أكثر طرحا للأمر من المدارس السلفية وتوجهت بالسؤال للعلامة اللبناني والمفتي المجتهد السيد علي الأمين وكان جوابه :
لا شك بأن الحساب المتضمّن للثواب والعقاب يرتبط بالقدرة والاختيار وبمستوى الوعي والإدراك لما وصل إليه من بيان ، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
وقد جاء في بعض روايات السنّة النبويّة أن الأنبياء والرسل هم الرسول الظاهري والعقل هو رسول باطني ، وأن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق خلق العقل ، فقال له أقبِلْ فَأَقْبَلَ ،ثم قال له أَدْبِرْ فَأَدْبَر، ثم قال:
فوعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحبَّ إليّ منك ، بك أُثيب ، وبك أُعاقب.
وذكر الدكتور محمد راتب النابلسي كلاما في نفس السياق وهو :
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
وقد جاء في بعض روايات السنّة النبويّة أن الأنبياء والرسل هم الرسول الظاهري والعقل هو رسول باطني ، وأن الله سبحانه وتعالى أول ما خلق خلق العقل ، فقال له أقبِلْ فَأَقْبَلَ ،ثم قال له أَدْبِرْ فَأَدْبَر، ثم قال:
فوعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحبَّ إليّ منك ، بك أُثيب ، وبك أُعاقب.
وذكر الدكتور محمد راتب النابلسي كلاما في نفس السياق وهو :
روى عبد الله بن أحمد عن سيّدنا الحسن مرسلاً والطبراني عن أبي أُمامة وأبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :
" لمّا خلق الله العقل قال له :
أقْبل فأقْبَلَ ، ثمّ قال له : أدْبِر فَأَدْبَرَ ، قال: وعِزَّتي وجلالي ما خلقْتُ خلْقًا أحبَّ إليّ منك ، بك أُعطي ، وبك آخُذ "
الطبراني عن أبي أُمامة وأبي هريرة
أي إذا أعْمَلَ الإنسان عقلهُ اسْتحقّ عطاء الله عز وجل ، وإذا لمْ يُعملهُ أهلك نفسهُ ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام : " من لا عقل له لا دين له ، ومن لا دين له لا عقل له ، وتبارك الذي قسمَ العقل بين عباده أشتاتًا ، إنّ الرّجلين ليسْتوي عملهما ، وبِرُّهما ، وصَوْمهما، وصلاتهما ، ويختلفان في العقل كالذرَّة جنْبَ أُحد ، وما قسم الله لِعِباده نصيبًا أوْفرَ من العقل واليقين " لذلك آيات القرآن الكريم طافحةٌ بقوله تعالى :
أفلا يعقلون ؟ أفلا ينظرون ؟
أفلا يتفكّرون ؟ أفلا يسمعون ؟
أفلا يبصرون ؟
" لمّا خلق الله العقل قال له :
أقْبل فأقْبَلَ ، ثمّ قال له : أدْبِر فَأَدْبَرَ ، قال: وعِزَّتي وجلالي ما خلقْتُ خلْقًا أحبَّ إليّ منك ، بك أُعطي ، وبك آخُذ "
الطبراني عن أبي أُمامة وأبي هريرة
أي إذا أعْمَلَ الإنسان عقلهُ اسْتحقّ عطاء الله عز وجل ، وإذا لمْ يُعملهُ أهلك نفسهُ ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام : " من لا عقل له لا دين له ، ومن لا دين له لا عقل له ، وتبارك الذي قسمَ العقل بين عباده أشتاتًا ، إنّ الرّجلين ليسْتوي عملهما ، وبِرُّهما ، وصَوْمهما، وصلاتهما ، ويختلفان في العقل كالذرَّة جنْبَ أُحد ، وما قسم الله لِعِباده نصيبًا أوْفرَ من العقل واليقين " لذلك آيات القرآن الكريم طافحةٌ بقوله تعالى :
أفلا يعقلون ؟ أفلا ينظرون ؟
أفلا يتفكّرون ؟ أفلا يسمعون ؟
أفلا يبصرون ؟
يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ قليلٌ من التفكير الصحيح ، قليل من إعمال العقل ، قليل من التبصُّر ، قليل من التدبّر ، إذا فكَّرْت ، وإذا تدبَّرْت ، وإذا تأمَّلْت ، وإذا أبصرْت ، رأيْت أنَّ السعادة كلَّ السعادة في معرفة الله تعالى ، وأنّ الشَّقاء كلّ الشّقاء في البُعْد عنه تعالى ، قال تعالى:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
وذكر أيضا الدكتور محمد كمال مصطفى الزمراوي، أحد أهم الشخصيات في الأندلس (جنوب أسبانيا) وجزر الكناري و أحد أهم الخبراء في الفقه الإسلامي والثقافة واللغة العربية
يقول :
يحاسب الله تعالى الناس على قدر عقولهم وطاقة نفوسهم وإمكانياتهم، فالواجد لا يحاسب كالفاقد، والغني لا ينزل منزلة الفقير، والذكي الفطن ليس كالغبي ، والشجاع الجريء لا يكون كالجبان ، على قدر ما أعطى مولانا من عطايا العقل والفكر والذكاء والمال وسعة الوقت والقدرة على تفعيل ذلك يكون الحساب ، فكل عبد له ميزان ، والجميع نجاته مرهونة موقوفة على رحمة الله الكريم الوهاب ، اللهم سربلنا برحمة منك وعفو، وأسدل علينا سترك السابغ الذي لا يفتضح عبد معه في الدنيا ولا في الآخرة.
انتهي
يقول :
يحاسب الله تعالى الناس على قدر عقولهم وطاقة نفوسهم وإمكانياتهم، فالواجد لا يحاسب كالفاقد، والغني لا ينزل منزلة الفقير، والذكي الفطن ليس كالغبي ، والشجاع الجريء لا يكون كالجبان ، على قدر ما أعطى مولانا من عطايا العقل والفكر والذكاء والمال وسعة الوقت والقدرة على تفعيل ذلك يكون الحساب ، فكل عبد له ميزان ، والجميع نجاته مرهونة موقوفة على رحمة الله الكريم الوهاب ، اللهم سربلنا برحمة منك وعفو، وأسدل علينا سترك السابغ الذي لا يفتضح عبد معه في الدنيا ولا في الآخرة.
انتهي
---
إذا فالعقل هو مناط التكليف وميزة الإنسان وموضع التكريم ومن غاب عنه رفع عنه القلم ومن غيبه أثم، والحساب إنما يكون على مقدرة العقل الإدراكية ومن ثم أفعاله الإعراضية ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ومن وهبهم الله قدرات أميز فحسابهم بقدر ما منح لهم وعليهم الإرشاد والقيادة لمن دونهم، وما دام أن الإنسان علم فعقل وأدرك وملك القرار فقد وجب عليه الحساب بقدر ما منح من القدرات ، ويصف أمير المؤمنين كرم الله وجهه العقل فيقول الإمام على رضى الله عنه وأرضاه لكل فضيلة رأس ولكل أدب ينبوع، ورأس الفضائل وينبوع الأدب هو العقل، الذى جعله الله تعالى للدين أصلاً وللدنيا عمادا..
إذا فالعقل هو مناط التكليف وميزة الإنسان وموضع التكريم ومن غاب عنه رفع عنه القلم ومن غيبه أثم، والحساب إنما يكون على مقدرة العقل الإدراكية ومن ثم أفعاله الإعراضية ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ومن وهبهم الله قدرات أميز فحسابهم بقدر ما منح لهم وعليهم الإرشاد والقيادة لمن دونهم، وما دام أن الإنسان علم فعقل وأدرك وملك القرار فقد وجب عليه الحساب بقدر ما منح من القدرات ، ويصف أمير المؤمنين كرم الله وجهه العقل فيقول الإمام على رضى الله عنه وأرضاه لكل فضيلة رأس ولكل أدب ينبوع، ورأس الفضائل وينبوع الأدب هو العقل، الذى جعله الله تعالى للدين أصلاً وللدنيا عمادا..
ليست هناك تعليقات: