سألتني الغزالة ريم سؤال مباغت هل أنت متدين؟
قلت: ما مفهوم التدين الذي تقصدين؟
قالت: أجبني بلا مراوغة
أزعجتني كلمة مراوغة ولكنها ريمي التي عندما تغضب وتتعصب يضيق أفقها، فنفخت دخان الشيشة والتي أظن أنها سبب الهجوم ونفخت معه شيئ من الغضب الذي خرج يتراقص مع خيط الدخان مواسيا نفسي، وأمسكت بهاتفي أبحث عن مضاد التدين لأنني غالبا ما أقيم الأمور من خلال رؤيتها بجوار أضدادها.
وجدت أن مضاد التدين الإلحاد أو الكفر أو الجحود فكان الرد التلقائي على ريمي نعم أنا متدين.
دارت حولي ونادت أخواتها وقالت :
ما حقيقة تدينك وأنت تدخن وتستمع إلى الغناء وبينك وبين غض البصر مسافات وتحلق لحيتك وتصادق الملحدين وأهل الأديان الباطلة والمذاهب المنحرفة ! وتقرأ في كتب الكفار وتظهر لهم المودة بل تعلن محبتهم وتتكلم في كتب السنة وتارة تكتب قال رسول الله! تقدم العقل وتتمنى ركعتين في بلاد الكفر على ركعتين في الحرمين!
ما أراك إلا في ضلال مبين وليس بينك وبين أن تهلك نفسك إلا شعرة إن تماديت في طريق غيك.
مارست شفط ونفث الدخان للحظات حتى أستوعب مرارة الحزن والألم وجذوة الغضب التي تشتعل بين أضلعي ومبعث كل ذلك ليست هذه التهم أو المحاكمة بل كون الأمر صدر من ريم من أريامي التي ترافقني في النوم واليقظة وتسترني وأسترها وتنصحني وأنصحها وتسبر غور أفكاري وحروفي فما أتعس من شجرة ينشرها منشار مقبضه منها.
يا ريمي القاضية وممثلة الإدعاء والجلاد أما دفوعي فأوكل بها شقيقاتك من الأريام بعد كلمة مازالت تعاندني حروف كلماتها .
أما حقيقة تديني بعد كل ما ذكرتي هي الإيمان بصاحب الوجود الموجود الأزلي، الرحمن الرحيم صاحب تمام العلم وطلاقة القدرة وكمال الجمال وإيماني بيوم ينصب فيه الميزان أجازي فيه عما أسلفت إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
حقيقة تديني دمعة في خلوة وتدبر في معالم آية ونظرة تأمل يخر قلبي بعدها ساجدا للحنان الديان .
حقيقة تديني قلب عامر بحبه وحب صنعته خال من الكراهية ويد عن الظلم عاجزة ولسان عن لحوم الناس يعف.
حقيقة تديني نفور من الدماء وصلة للأرحام ورفق بالحيوان.
حقيقة تديني إن خالفت ما ذكرت توبة وإنابة وتصحيح المسار.
أما ما تفضلتي به من اتهام فعليك بصحبة الأريام في رحلة في واحة الأريام فلكل تهمة منها بيان وجواب
ليست هناك تعليقات: