مساحة إعلانية

عراك الأريام

عاطف عبدالعزيز عتمان أكتوبر 03, 2018





عراك بين ريمين من أريامي، فالأولى سلفية المنهج تأثرها قيود عدة تخشى مجرد الإقتراب منها لأنها قيود مقدسة حسب قناعاتها وتخشى الضلال والإنحراف عن الحق الموروث. أما شقيقتها التي نهلت من نفس النبع وتتشارك معها في نفس الجينات والبيئة تمردت وأخضعت القناعات والموروث والمنهج التعليمي لقراءة نقدية! وانفتحت على الآخر بلا أحكام مسبقة وحاولت تشكيل قناعات جديدة قائمة على التفكر والبحث عن الحقائق المجردة، فباعد المنهج بين أفكارهما.
قلت لريمي المتمردة رفقا وليكن التماس العذر سيد الموقف فالأمور التي تراكمت لعقود وخاصة ما يظن منها أنها مرتبطة بالعقائد شائكة وعامل الوقت مهم.
ردت ريمي المتمردة بأنه لا عذر فقد عشت نفس المؤثرات ولكني اهتديت.
قلت يا عزيزتي لقد وقعتي في فخ التطرف والتعصب من حيث لا تدرين فمن قال أنني أو أنت نملك الهداية!
لماذا لا تكون هي أهدى سبيلا؟
ليس لنا عليها إلا أن تحترم تمردنا وأن لا تفرض علينا منهجها وبالتالي حقها علينا أن نتقبلها كما هي وإن رفضنا بعض أو كل ما هي عليه، وأن يكون الحق دائما نصب أعيننا ندور معه حيث كان، فإن تبين لنا يوما أن معها الحق تبعناها فيه فالحق أحق أن يتبع، فلعلها تعلم ما لا نعلم وترى ما لا نرى ولعل منهجنا يفسدها ولا يصلحها إلا ما هي عليه.
يا ريمي المتمردة كلنا لنا من العجز نصيب ومن الطين حظ فرفقا بأنفسنا وصلة لأرحامنا وإدراكا لحتمية الإختلاف.
وكعادة ريمي المتمردة سرعان ما ترجع إلى الحق فعلا سليلها ومارست رشاقة الركض تجاه أختها وأنا أشاهد واحتي مستمتعا بما منّ الله علي من ألوان الأريام التي تختلف عقولها وأفكارها ولا تختلف قلوبها فالحب يجمعنا.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام